الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 6 فبراير 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الصديق المُحب
يُوجَدْ مُحِبٌّ (صديق) أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ ( أمثال 18: 24 )
يحتاج الإنسان بطبيعته لوجود أصدقاء بالقرب منه، حتى إن الحِرمان منهم يُعتبر من أعمق الآلام ( مز 38: 11 1كو 15: 33 ). على أن الكتاب يحذِّر من سوء اختيارهم ( أم 18: 24 )، أو من الإفراط في البحث عنهم فيقول: «المُكثِر الأصحاب يُخرِب نفسه»، لكنه سرعان ما يردف لافتًا أنظارنا «ولكن يوجد مُحب (صديق) ألزق من الأخ» (أم18: 24). والتعبيران اللذان استُخدِما في هذا العدد الواحد يتباينان كثيرًا؛ فالأول ”الأصحاب“ يعني مجرَّد رِفقة في المكان فحسب، بالمفهوم السطحي، مجرَّد ”وَنَس“ بالعامية. بينما الكلمة الثانية ”مُحب“ والتي تُترجَم أيضًا ”صديق“ ففيها المشاعر العميقة والحِس العالي، والاستعداد للبذل والعطاء. ومَن يكون المُحب الألزق من الأخ الحقيقي، إلا هذا الإله الصالح؟! ذاك الذي بكى لدموع أحبائه متفاعلاً، ثم مدَّ يد العون لهم مُقتدرًا (يو11). إنه القريب من أحبائه في الوديان وفي الجبال، في المراعي وفي الصحاري، في القصور والسجون، بل حتى في أتون النار وجُب الأسود. إنه لقديسيه أقرب حتى من الهواء الذي يتنفسونه.

ثم اسمع ما يقوله الكتاب عن الصديق الحقيقي «الصديق يُحب في كل وقت، أما الأخ فللشدة يولَد» ( أم 17: 17 ). وإلهنا المبارك هو المُتاح كل الوقت، كل اليوم، كل الحياة، أما عن وقت الشدة فـ «في الضيقات وُجِدَ شديدًا» ( مز 46: 1 ). تفتخر بعض الشركات بأنها مُتاحة دائمًا (24 / 7)، فهل صَدَقَتْ؟! أتذكَّر صيدلية قريبة من بيتنا تكتب مفتخرة على مطبوعاتها ”الصيدلية الوحيدة التي لم تغلق أبوابها لمدة .. سنة“، عندما اشتدت الأحداث الماضية أغلقت أبوابها وامتنعت عن توصيل الدواء!! أما ربي وإلهي، فهو مُتَاح كل الوقت، من البطن إلى الشيب يحمل، وفي الليل قبل النهار يعتني، بل وإن نامت عيون أصدقائه فهو عليهم ساهر.

قد يسدي لي الصديق البشري مشورة حمقاء فيورِّطني، أو يقف عاجزًا أمام احتياجي فيُحبطني، أو أفقد يومًا مشاعره وتعاطفه فيخذلني. أما هذا الصديق الإلهي فهو الحكيم، القدير، المُحب. فلن أضل وهو معي، ولن أعجز بقُربه، وترتاح رأسي على صدره.

ثم مَن مِن الأصدقاء يمكن أن يُقال عنه: «ليس لأحدٍ حُبٌ أعظم من هذا: أن يضع أحدٌ نفسَهُ لأجل أحبائهِ (وأيضًا تُترجم ”أصدقائه“)» ( يو 15: 13 )؟! بالقطع لا أحد. هل صديقٌ مثله في ذي الربوع؟! لا ليس مثلُهُ!

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net