الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 13 مارس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مَن كان خائفًا فليرجع
وَقَالَ الرَّبُّ لِجِدْعُونَ ... نَادِ فِي آذَانِ الشَّعْبِ قَائِلاً: مَنْ كَانَ خَائِفًا وَمُرْتَعِدًا فَلْيَرْجِعْ ( قضاة 7: 2 ، 3)
كان على رفقاء جدعون أن يُدرَّبُوا وأن يُمتحَنوا. وهنا الاختبار الأول العظيم يُطبَّق عليهم. اختبار مقصود به بيان مقياس ثقة القلب البسيطة في يهوه. القلب الجبان لا ينفع في يوم الحرب، والروح المُتشكك لا يثبت في حومة الوغى. نفس المبدأ مُقدَّم في سفر التثنية أصحاح 20: 8 «ثم يعود العُرفاء يخاطبون الشعب ويقولون: مَن هو الرجل الخائف والضعيف القلب؟ ليذهب ويرجع إلى بيتهِ لئلا تذوب قلوب إخوتهِ مثل قلبهِ». جُبن القلب خطير العدوى. إنه ينتشر بسرعة، ويُضعِف اليد التي تحمل التُرس، ويشل اليد التي يجب أن تُشهِر السيف. والعلاج الوحيد لهذا المرض هو مُجرَّد الثقة في الله والتمسُّك الشديد بأمانته، وثقة كثقة الأطفال بكلمته، وشركة حقيقية شخصية معه. يجب أن نعرف الله لأنفسنا، بحيث تكون كلمته هي كل شيء لنا، لكي نقدر أن نسير وحدنا معه، ونقف بمفردنا بجانبه في أشد الساعات ظلمة.

عزيزي: أ هذا هو حالك؟ هل لك هذه الثقة المباركة في الله وهذا التمسُّك الوطيد بكلمتهِ؟ هل لك في أعماق قلبك مثل هذه المعرفة العملية عن الله ومسيحه التي تُعينك حتى لو لم تجد معونة أو عطفًا من أي مؤمن تحت الشمس؟ هل أنت مستعد لأن تسير وحيدًا في العالم؟

الحق شيء ثمين للغاية متى وُجِدَ حقًا، وتمسَّكنا به كاملاً، ولكن لنتذكَّر أنه على قدر قيمة حق الله، هكذا الخطر في استعماله بدون القلب المنسحق والضمير المُدرَّب. ما نحتاج إليه حقًا هو الإيمان. الإيمان الحقيقي المُخلِص البسيط الذي يصل النفس بقوة حية بالله، ويقدِّرنا أن ننتصر على كل صعوبات الطريق ومُفشلاتها. وإيمان من هذا النوع لا تقليد فيه، فنحن ولا بد، إما أن ما نمتلكه حقًا أو لا نمتلكه على الإطلاق، والإيمان الادعائي سوف يسقط سريعًا إلى الحضيض، والإنسان الذي يجاهد لأن يسير بالإيمان إذا لم يحصل عليه فلا بد أن يعثر سريعًا ويسقط. ولا نستطيع أن نواجه جنود مديان إلا إذا كانت لنا ثقة تامة بالله الحي. «مَن كان خائفًا ومُرتعدًا فليرجع». هذا ما لا بد يكون على الدوام. ليس مَن يستطيع أن يذهب إلى الحرب إلا أولئك الذين قد تمنطقوا بالإيمان وتمسَّكوا بحقائق الأبدية غير المنظورة وثبَتوا كمَن يَرى من لا يُرَى. يا ليت هذا الإيمان يكون إيماننا بدرجة أكبر، أيها القارئ المحبوب.

آمنتُ يا ربي، فقوِ إيماني
شَدِّد يقيني، وزِد فيكَ إركاني

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net