الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 5 مارس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لامك وزوجتاه
إِنِّي قَتَلْتُ رَجُلاً لِجُرْحِي، وَفَتىً لِشَدْخِي. إِنَّهُ يُنْتَقَمُ لِقَايِينَ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ، وَأَمَّا لِلاَمَكَ فَسَبْعَةً وَسَبْعِينَ ( تكوين 4: 23 ، 24)
لامك لم يكن فقط رائدًا في مجال الفساد باعتباره أول مَن أدخل تعدُّد الزوجات، بل أيضًا ضالعًا في ميدان العنف. فقد كان أنانيًا كبيرًا مُعجبًا بذاته. وهكذا نرى فيه تعظُّم المعيشة. والآيتان تكوين 4: 23، 24 تقولان: «إني قتلت رجلاً لجُرحي وفتىً (شابًا) لشَدخِي (رضّ – كدَمَة)»؛ أي أن فتى تَعسًا ألحق بلامك جرحًا جسميًا، فما كان مِن لامك إلا أن قتله انتقامًا لنفسه.

وقبل عدَّة أجيال كانت جريمة قايين البشعة والتي جلَبت عليه إدانة الناس، ودينونة الله، مما جعل الناس ينظرون باحترام ورهبة إلى قدسية الحياة الإنسانية. ومُجددًا صار لامك أول مَن كسر هذا الحاجز. ولم يكتفِ لامك بقتل الفتى، بل عاد إلى زوجتيه في روح الزهو والفخار بما عمل. لقد افتخر بفعلته، وليعطي زوجتيه فكرة عن فرط أهميته، أشار بوقاحة للحماية الإلهية التي بسطها الله على قايين، لكي لا يسمح لأحد أن يمسّه ( تك 4: 15 ). لقد أكد أنه إذا أُنتُقم لقايين سبعة أضعاف، فبالنسبة له يُنتَقم سبعة وسبعين. أي أنه أكثر أهمية إحدى عشرة ضعفًا من قايين. حقًا إنها تعظُّم معيشة!

وما هي هذه الأمور إلا عناصر هذا العالم؟ «لأن كل ما في العالم: شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم» ( 1يو 2: 16 ). وعلى أساس هذه الدُّعامات الثلاث يقوم نظام هذا العالم. واليوم نراها جلية واضحة قريبة من الاستعلان الأقصى، وإن كان يمكن تمييزها منذ أيام لامك.

وبينما كان لامك يلهو ويمرَح في الأرض قبل نحو ألف عام من الطوفان، ويتعدى كافة الحدود التي كانت تحد دون الفساد والعنف البشريين، فاتحًا لها الطريق لتطغي، إلى أن «فسَدَت الأرض أمام الله، وامتلأت الأرض ظلمًا» ( تك 6: 11 )، في هذا الوقت عينه ظهر رجل آخر بسيرة حياتية مختلفة؛ هو أخنوخ. وسار مع الله نحو 300 سنة بعد ولادة ابنه ”مَتُوشالح“. وبخصوص هذه الشخصية المُعتَبرة، يُسجل الوحي أمرين في سفر التكوين، وشيئين في العهد الجديد؛ أي أربعة أمور، تُعلِّمنا الطابع الحقيقي لمسلَك القديسين خلال العالم، كما نراه في «أخنوخ السابع من آدم»:

أولاً: سارَ مع الله ( تك 5: 22 ).

ثانيًا: شَهد لله (يه14، 15).

ثالثًا: نُقِل ليكون مع الله ( تك 5: 24 ؛ عب11: 5).

رابعًا: أرضى الله ( عب 11: 5 ).

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net