الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 11 إبريل 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جمال المسيح وتأثيره
أَنْتَ أَبْرَعُ جَمَالاً مِنْ بَنِي الْبَشَرِ ( مزمور 45: 2 )
لسفر المزامير مذَاق خاص لقلوب القديسين بما يحويه من ينابيع المشاعر، وصِدق الاختبار، وقوة التأثير، وغنى النبوة، وموسيقى اللفظ. كما أنه يُعَدّ أطول الأسفار في الكتاب (150 أصحاح)، وأعرضها (من موسى لِما بعد السبي). وهو قلب الكتاب المقدس، لأنه في المنتصف، ولأنه أيضًا غني بالمشاعر والأحاسيس، من فرح وكَربْ، نصر وكسر، ألم وأمل. كما أنه يُعَدّ أغنى أسفار العهد القديم اقتباسًا في العهد الجديد. على أن السفر يُتوَّج أيضًا بالتفرُّد بأنه أكثر جزء يحتوي على ما كان يجيش بصدر المسيح شخصيًا من مشاعر وأنَّات لم ينطق بها نصًا في حياته بالجسد.

ولا شك أن مزمور 45 هو إحدى دُرر السفر. أوَ لا يكفي جدًا أن يُستعلَن فيه جمال المسيا، وهو الأمر الذي فيه كل الكفاية لأن يطيح بكل الأنَّات، ويُفجِّر كل ينابيع البركات؟ فالمزامير التي تسبق هذا المزمور تمتلئ بالأنَّات المُعلَنة والصارخة والمُكرَّرة؛ «يا إلهي، نفسي مُنحنية فيَّ» ( مز 42: 6 )، ويتكرَّر الأنين في مزمور 43: 5 «لماذا أنتِ مُنحَنيَة يا نفسي؟ ولماذا تئنِّينَ فيَّ؟»، ويتأكد في مزمور 44: 25، لكن هذا السَرد من الانحناء والألم يتحتَّم عليه – احترامًا وتقديرًا لاستعلان المسيا بجماله – أن يتنحى جانبًا، لتتحوَّل الأنَّات إلى وافر من فيض التغني بالأمان والحماية في مزمور 46 «الله لنا ملجأ وقوة. عونًا في الضيقات وُجِدَ شديدًا» ( مز 46: 1 ). وكم هو مُشجع لنا جدًا في عصر الأزمات والاضطرابات أن نعرف أن كلمة «وُجِدَ شَدِيدًا» تُقرأ في الأصل بمعنى “أن جلاله رافع درجة التأهب القصوى والاستعداد التام للتدخل وقت اللزوم لحماية خاصته”!

نعم .. حتى «ولو انقلبت الجبال إلى قلب البحار»، فعَلا صوتها «تَعجُّ وتجيشُ مياهها»، وتزلزلت أركانها «تتزعزع الجبال بطمُوها»، فالرب كفيل جدًا باستعلانه أن يجود بالحماية، ومعها - على سبيل الكَرم – الأفراح «نهر سواقيهِ تُفرِّح» ( مز 46: 2 - 4). هذا هو التأثير القوي والفوري عندما يُستعلَن بجماله في المشهد! أَوَ ليس هو الأصل في صورة الشجرة المطروحة في ماء “مَارَّة” المرير، «فصارَ الماءُ عذبًا» ( خر 15: 25 ). أو هو الدقيق في قِدْرِ الموت «فكأنَهُ لم يكن شيءٌ رديءٌ في القِدْر» ( 2مل 4: 41 ).

إذ يُستعلَن المسيح بجماله، فعلى كل ألوان الضيق والأنين، والأزمات والاضطرابات، أن تتنحى لتُفسح في المجال لغنى الجود، وروعة الجمال، وأنهار الفرح.

منسى يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net