الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 21 إبريل 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لماذا تُخاصمه؟
لِمَاذَا تُخَاصِمُهُ؟ لأَنَّ كُلَّ أُمُورِهِ لاَ يُجَاوِبُ عَنْهَا ( أيوب 33: 13 )
كثيرًا ما نتحيَّر ولا نفهم معاملات الرب معنا، ونظل نتساءل: ”لماذا يا رب؟!“ والسماء تصمت ولا تسعفنا بإجابة شافية، والجواب الوحيد الذي يمكن أن نسمعه هو: «لست تعلم أنتَ الآن ما أنا أصنع، ولكنك ستفهم فيما بعد» ( يو 13: 7 ). وبالطبع أن أفكار الرب ليست كأفكارنا ولا طرقه كطرقنا. لكن الثابت والأكيد أنه لا يُخطئ ولا يقسو ولا يرفض إلى الأبد، ولا يُذل من قلبه، ولا يفلِت الزمام من يده. إنه عظيمٌ وحكيم وحنانٌ ورحيم، حتى لو لم نفهم مُعاملاته. ولا ينبغي أن نشك في صلاحه أو نَنسِب له جهالة. وهناك قناعات راسخة تُغيِّر ردود أفعالنا وتجعلنا نتقبَّل كل ما يسمح به لنا، فنشكر ونستريح، ونخضع ونصبر للحكم الصحيح:

1- ما قاله أيوب: «الرب أعطى والرب أخذَ، فليكن اسم الرب مُباركًا» ( أي 1: 21 ). وعندما ندرك أن الرب هو مصدر كل العطايا، وأننا لسنا مالكين لأي شيء، لكننا وكلاء مُؤتمَنين على كل شيء، وإذا أراد الرب أن يأخذ إحدى ودائعه في أي وقت، فهذا حقه، فلماذا نخاصمه؟ ولماذا نُحبَط من معاملاته؟ لقد أعطت ابنة فرعون الصبي موسى لأُمه قائلة: «اذهبي بهذا الولد وأَرضعيه لي وأنا أُعطي أُجرَتك» ( خر 2: 9 )، وفي وقتٍ لاحق أخذته، وأُمه لم تعترض.

2- ما قاله أيوب أيضًا: «أ الخير نَقبل من عند الله، والشر (التجارب والنكبَات) لا نقبل؟» ( أي 2: 10 ). إن الرب المُنعِم الذي صنع كل الخير بطول السنين، ويده التي حملت ورفعت وأطعمت وحفظت وستَرت ولمست وشفَت وأعانت عبر كل الماضي، هي ذات اليد التي امتدت وأخذت أو منعت، فلماذا نخاصمه؟ إنه يقول لكل شخص يتعرَّض لتجربة: «من عندي هذا الأمر» ( 1مل 12: 24 ). وعلينا أن نتقبَّل الأمور من يده الرحيمة والحكيمة، بخضوع وخشوع، ولا نشك لحظة في محبته وصلاحه من نحونا.

3- «الذي لم يُشفِق على ابنهِ، بل بذَلهُ لأجلنا أجمعين، كيف لا يهَبنا أيضًا معه كل شيء؟» ( رو 8: 32 ). إنه يقينًا يحبنا وقد ضحى بأعز مَن عنده لأجلنا، وحاشا أن يحطمنا أو يقسو علينا، وهو حتمًا يقصد خيرنا، وإن سمح أن نُحرَم من شيء عزيز فهو إله التعويضات الذي سيعوِّضنا في شيءٍ آخر.

4- «تكفيكَ نعمتي، لأن قوتي في الضعف تُكمَلُ» ( 2كو 12: 9 ). الرب الذي سمح بالشوكة لبولس لم يرفع الشوكة، لكنه أعطاه نعمة ترفعه فوق الشوكة، وهو أيضًا لن يتركنا بلا معونة.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net