الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 1 مايو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
من الخوف إلى الفرح
كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ ( يوحنا 20: 19 )
اجتمعوا يجمعهم هَمّ مشترك، وخوف سائد، وقلق له أسبابه المنطقية. كيف لا، وقد تأكدوا أنهم مجرَّد “أقلية مُهمشة” لا تضعها في الحسبان سلطة رومانية جائرة، ظهر واضحًا ظلم عدالتها، أو قيادات دينية فريسيَّة وصدُّوقيَّة كاذبة مُنافقة وصل بها الحال - منذ أيام قليلة - إلى البحث عن ”شهود زور“ ضد المسيح، وشعب يحكمه سلوك القطيع، مُتردِّد بين الحال ونقيضه في أسبوعٍ واحد! فالشعب الذي كان يريد المسيح ملكًا ويهتف: «أُوصَنَّا»، سرعان ما تحوَّل ليهتف: «اصلبه! اصلبه!»، وأصبح يريد باراباس اللِّص القاتل، لا المسيح القدوس البار. أضِف إلى ذلك أنه إن كان الأشرار قد فعلوا ذلك بالرب والسيد؛ فماذا يا ترى هم فاعلون بهم وبعائلاتهم؟! إنها قسوة مُرعبة. أَ يُهاجرون؟ وإلى أين؟ ومِن أين؟ هل يشترون سلاحًا يُدافعون به عن أنفسهم؟ وماذا انتفع مِقدامهم ”بطرس“ بالسيف؟ ( مت 26: 52 ) هل يطلبون حماية خاصة؟ مِن أين؟ ومَن هم أولئك المستعدون لحمايتهم وذويهم وممتلكاتهم؟ لم يملكوا سوى أن يغلِّقوا الأبواب – ربما بالمتاريس - التي يقينًا لا تكفي ولا تمنح أمانًا لأحد وسط هذه الظروف العصيبة. هم – بكل وضوح – مُستهدَفون، فماذا عساهم فاعلون؟! الحيرة تلف العقول، والخوف يُسيطر على القلوب دون حل منظور ... وفجأة «جاء يسوع ووقفَ في الوسط، وقال لهم: سلامٌ لكم!» ( يو 20: 19 ). كم أنتِ جميلة أيتها المفاجآت السماوية، بل وكم أنت رائع أيها السَيِّد صاحب مثل هذه المفاجآت بل كل المفاجآت السارة، في رحلة حياة مليئة بالمفاجآت القاسية! مفاجأة؟! أ لم يَقُل السيد مِن قبل – وكلامه وعد وحق - أنه سيموت ثم سيقوم؟! لكن آه! إن هول ما تراه الأعين وتسمع به الآذان يُغيِّب عن الإيمان كل الوعود الإلهية المُطمئِنة – كالعادة دائمًا - بكل أسف! لكنه «جاءَ .. ووقفَ .. وقالَ». وهنا - وبرغم كل الأهوال، ورغم عدم تبدُّل ما يُحيطهم من أحوال - تبدُّل حالهم هم، ليس من الخوف إلى الأمان والسلام فحسب؛ لكن إلى الفرح! «ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب»! ويا له من فرح! إنه فرح برغم الظروف المعاكسة، فرح السماء، الفرح الذي لا يُنطَق به ومجيد، والذي لا يستطيع أحد أن ينزعه منهم ( يو 19: 19 ).

أخي: ماذا عني وعنك؟

في وسطِ الأشواكْ يا سيدي بعيني أراكْ يا سيدي
تُضمـــــــــــدُ جرحــــــــــي تُجدِّدُ فرحي

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net