الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 2 مايو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الصلاة والغفران
وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ فَاغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ، لِكَيْ يَغْفِرَ... أَبُوكُمُ... زَلاَّتِكُمْ ( مرقس 11: 25 )
أ- تعريف الصلاة: هي أجمل صِلة بين الإنسان والله. وهي زفير الحياة كلها. كما أنها التعبير عن الاعتماد الكامل على خالقنا وفادينا. وفي الصلاة نطرح بنفوسنا وكياننا، كما بطلباتنا عند قدميه. واذ نطرح أثقالنا أمام عرش نعمته بالصلاة، يهَبنا الروح القدس - كمُكافأة مجانية فورية - سلام الله الذي يفوق كل عقل ( في 4: 7 ). كما يؤكد لنا أننا في المشيئة الإلهية إذ يُجيب تبارك اسمه صلواتنا.

ب- أوضاع الصلاة: «ومتى وقفتُم تُصلُّون». كان هذا هو الوضع المعتاد لليهودى أثناء الصلاة، وكانوا يطلقون على صلواتهم وقفات. وكانوا يقولون إن العالم محفوظ بالوقفات (بالصلوات). وهذا ما يليق بالاجتماعات؛ أن نصلي ونحن وقوف. والوحي يُحدِّثنا عن الرسول بولس وهو يحني ركبتيه، وهكذا اعتاد المسيحيون الأوئل أن يجثوا على رُكَبهم، وهذا هو الوضع الطبيعي في مخدعنا. وتبارك اسمه وضع وجهه في التراب لأجلنا في جثسيماني ( مت 26: 39 ). وهذا هو وضع التذلُّل في الظروف المُرَّة.

ج- الغفران والصلاة: ونحن حينما نصلي راجين أن تُستجَاب طِلبتنا، لا بد أن نمتلئ من روح المحبة الغافرة للآخرين. وهنا سنختبر قوة الله المُجيبة لإيمان قلب مُقيم فى محضره. ونحن لن نستمتع بالغفران ما لم نغفر. ولو أني تذوقت نعمة الله وغناها، يقينًا سأتصرف بالنعمة الغافرة مع إخوتي. فليتنا ندرِّب أنفسنا على أن نغفر لإخوتنا كما أمرنا السيد حتى لا تُعَاق صلواتنا. والغفران ليس لإخوتنا فقط، بل حتى لمَن يُسيئون إلينا. فالرب أوصانا أن نصلي لأجل الذين يُسيئون إلينا ( مت 5: 44 ) ولا يمكن أن نصلي إليهم بإخلاص دون صفح تام ومغفرة. أعِنا يا رب.

ربط أحد تلاميذ الكتاب المقدس هذا الغفران الأبوي بمَثَل المديونين (لوقا 7)، وكأن الذنب دين، وهذا تشبيه جميل. فكيف يغفر لنا أبونا زلاتنا الكثيرة والتي لا تُحصى يوميًا، إن لم نستطع نحن أن نغفر لإخوتنا القليل جدًا؟ والآية موضوع تأملنا تؤكد أنه مهما أخطأ أخي فزلاته قليلة جدًا، يُعبِّر عنها الوحي بكلمة “ شيء” «إن كان لكم على أحد شيء» بالمقابلة مع زلاتي لله، والتي يُعبِّر عنها بزلاتكم (بالجمع). ليتنا نعتاد على الصفح لإخوتنا أفراد عائلة الله، وحبذا الصفح للجميع. فما غُفِرَ لنا يكفي لأن يجعلنا نغفر للبشرية جمعاء حتى الموت.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net