الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 24 مايو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يسوع الناصري ملك اليهود
وَكَتَبَ بِيلاَطُسُ.. عَلَى الصَّلِيبِ ..يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ ... بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَالْيُونَانِيَّةِ وَاللاتِينِيَّةِ ( يوحنا 19: 19 ، 20)
في بعض الأقطار تُمَارس إلى يومنا هذا عادة وصف جريمة المحكوم عليه وإشهارها علنًا عند مكان التنفيذ، أو تعليق مُلخَّص الجريمة ووضعها على جهاز التنفيذ، وهي عادة رومانية. وبيلاطس أراد أن ينتهز الفرصة ويرُّد لليهود كيدهم له بأن يضع قطرات مُرَّة في كأس انتصارهم، فكتب عنوان الصليب هكذا: «هذا هو يسوع ملك اليهود» ( مت 27: 37 ). وكأنه أراد أن يقول: هذا هو مصير أي ملك يهودي، وهذا ما يفعله الرومان به، إن ملك هذه الأمة ليس إلا عبدًا مُذنبًا. وإن كان هذا هو مصير الملك، فماذا يكون مصير الشعب؟

غضب اليهود لهذا العنوان وأرسلوا رُسلاً إلى بيلاطس يسألونه أن يُغيِّر الكتابة. وبلا شك فرح بيلاطس لمَّا رأى المبعوثين لأنه أدرك أن السهم أصاب منهم مَقتلاً، فسخَر منهم ومِن طِلبتهم، وطردهم في كبرياء – أتقن حكام الرومان تصنُّعها - وهو يقول: «ما كتبتُ قد كتبتُ».

ومع ذلك، إن كانت الكتابة في تقدير بيلاطس مُجرَّد وخزة وجَّهها إلى أعدائه، إلا أنها في تقدير الله كانت ذات معنى عميق جدًا. لقد قال بيلاطس: «ما كتبتُ قد كتبتُ»، لكنه لو دري لقال: ما كتبت قد كتبَهُ الله، لأن قلمه كان مَسوقًا بيد علوية ليسطِّر العبارة «هذا هو يسوعُ ملك اليهود».

ومما زادَ في معنى الكتابة أنها كانت مكتوبة بالعِبرانية واليونانية واللاتينية. لقد أراد بيلاطس أن يُبالغ في إهانة رؤساء اليهود بأن أراد أن يقرأ العنوان جميع الغرباء الذين قَدموا إلى أورشليم في العيد، لكن العناية الإلهية أرادت شيئًا آخر، فإن هذه هي الثلاث اللغات العُظمى في العالم حينئذٍ، وفيها تتمثل حضارات عريقة. فإن العبرانية كانت هي لغة الدين، واللاتينية كانت لغة الحكم والقانون، واليونانية هي لغة الثقافة. ويسوع المسيح استُعلن ملكًا فيها جميعًا، وعلى رأسه تيجانٌ كثيرة؛ هو ملك دوائر الدين، ملك الخلاص والقداسة والمحبة. وهو ملك في محيط الثقافة، بين يديه كنوز الفن والشعر والأدب والفلسفة، وجميعها تنسكب سكيبًا عند قدميه. وهو ملك في مجال السياسة، ملك الملوك ورب الأرباب. صحيح نحن لا نرى الكل بعد مُخضعًا له، لكن في كل يوم نرى كل أولئك يخدمون مقاصده. واسم يسوع يطوف كل الأرجاء. البعض يتعلَّمون النُطق به، والبعض على استعداد لأن يموتوا لأجله. وهكذا نبوة بيلاطس التي نطق بها بدون وعي ما زالت تتحقق.

جيمس ستوكر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net