الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 26 مايو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
في نصف الليل صار صراخ
فِي نِصْفِ اللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ! ( متى 25: 6 )
سبق الرب فأنبأ أن العَبد الرَّدِي قال في قلبِه: «سيدي يُبطئ قدومه»؛ أي أن رجاء القديسين الحقيقي سيُنكَر، وتدخل مكانه أمور أخرى. ولمَّا انتشر تعليم العبد الرَّدِي، اتخذ ملكوت السماوات الصفة المذكورة في مَثَل العشر العذارى؛ «حينئذٍ يُشبهُ ملكوت السماوات عشر عذارى، أخذنَ مصابيحهُنَّ وخرجنَ للقاء العريس». هذه كانت حالة جميع المعترفين باسم المسيح في بداءة المسيحية، أي أنهم بعد أن اعترفوا بأنهم مسيحيون (كما يظهر من أخذ المصابيح في الأيدي)، خرجوا، أو بعبارة أخرى قبلوا رجاء مجيء الرب من السماء ليأخذهم إليه. على أنه وُجد بين المُعترفين باسمه: عذارى جاهلات وعذارى حكيمات. المُعبَّر عنهم بالجاهلات، لم يعرفوا ما يليق بذاك الذي اعترفوا أنهم مُنتظروه، فلم تكن عواطفهم ولا قلوبهم متيقظة، بل كان كل ما لديهم هو تديُّن بدون حياة، اعتراف بدون حقيقة، مصابيح بلا زيت. أما المُعبَّر عنهم بالحكيمات فلم يكونوا هكذا بل كانوا حقيقةً بني العُرس. وهؤلاء أخذوا زيتًا في آنيتهم، أي أنه كانت فيهم حياة حقيقية.

على أن العريس أبطأ زمنًا. ويا له من انتصار للعبد الرَّدِيّ! لقد بَدَا نبيًا صادقًا، وبَدَت تعاليمه حكيمة في أعيُن الناس. ولقد أثبت تأخُّر العريس لدى الناس أن أقواله كانت في محلها! ووقع الجميع في الفخ؛ الحكيمات والجاهلات على السواء. إن الرجاء لم يكن ليوافق العبد الرَّدِيّ لأنه أحب العالم ومشروعاته، فقال في قلبه: «سيدي يُبطئ قدومه»، وبآلاف الحجج أبعَد عنه الرجاء باعتباره حقيقة حاضرة. فقال كما يقول كثيرون الآن: لا بد أن ينتشر الإنجيل في العالم كله، وأن يملك المسيح روحيًا الملك الألفي، واخترع أشياء أُخر كثيرة ليُبعِد رجاء مجيء الرب.

وما أعظم النجاح الذي استخدم به الشيطان تعاليم العبد الرَّدِيّ لإرجاع العذارى وإنعاسهن جميعًا؛ الحكيمات والجاهلات على السواء! فقد خرجن أولاً، ولكنهن عُدنَ إلى حيث كُن «نعسن جميعهُنَّ ونمْنَ». وقد حدث هذا مع كنيسة الله فعلاً لعدَّة قرون، فلم تطرح الرجاء جانبًا فقط، بل نعست أيضًا ونامت.

ولكن يا لها من نعمة فائقة من العريس الساهر نحو كنيسته، بعد كل ما بَدَا منها من السقوط! «ففي نصف الليل صارَ صراخٌ: هوذا العريسُ مُقبلٌ، فاخرُجنَ للقائِهِ!».

عزيزي: العريس مُقبِل، فما هو موقفك؟

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net