الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 4 مايو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أ تُحبُّني؟
أَ تُحِبُّنِي..؟ ... ارْعَ غَنَمِي ( يوحنا 21: 15 - 17)
إن محبة الرب يسوع هي أهم مظاهر الولادة من الله؛ فعندما يتجاوب الشخص مع عمل الروح القدس الذي يجاهد معه ليُقنعه بفساده وشره، ويصرخ من أعماق نفسه طالبًا الغفران والخلاص، يُقدِّم له الله الحل الإلهي الوحيد الذي على أساسه يستريح ضميره ويبتهج قلبه، مُتيقنًا أنه أصبح مُبرَّرًا مقبولا أمام الله. وهذا الحل هو الرب يسوع المسيح المصلوب لأجله حاملاً كل خطاياه. ففي الحال يُسبى القلب بهذا الشخص المجيد الذي أحبَّنا حتى الموت.

وهذه المحبة الصادقة التي وُلِدَت في القلب نتيجة إيمان حقيقي بالرب وعمله، تجعل المؤمن يعيش حياته أسير لهذا المحبوب المجيد، ويريد أن يُكرمه ويُشبع قلبه. والرب الحبيب في نعمته أوضح لنا كيف يمكن أن نعبِّر له عن هذه المحبة بطريقة ترضيه فقال: «الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يُحبُّني»، وأيضًا «إن أحبني أحد يحفظ كلامي» ( يو 14: 21 ، 23). إذًا حفظ وصايا الرب وكلامه هو التعبير الحقيقي عن محبتنا له. من الرائع أن ننظم أروع الأشعار، ونترنَّم بأجمل الترنيمات، وننطق بأسمى الكلمات، لنعبِّر عن محبتنا وتقديرنا لشخصه الكريم، لكن إذا كانت محبتنا هي فقط بالكلام واللسان فلا قيمة لها.

عند بحيرة طبرية سأل الرب بطرس نفس السؤال ثلاث مرات: «أ تُحبُّني؟». وعندما أكد بطرس له أنه يُحبه، قال له الرب: «ارْعَ خِرافي ... ارْعَ غَنَمي». وكأن الرب يُريد أن يقول لبطرس، ولكل مؤمن حقيقي، إن المحبة الحقيقية في القلب تظهر بأفعال تجاه قطيع الرب. إن الرب يسوع ليس موجودًا بالجسد على الأرض الآن، لكن جسده الذي هو الكنيسة المكوَّنة من كل ابن حقيقي لله موجود على الأرض. والكنيسة هي بكل يقين أغلى شيء على قلب الرب، فهي اللؤلؤة الوحيدة الكثيرة الثمن، وهي الكنز المُخفى في الحقل، الذي من أجله مضى وباع كل ما كان له، بل بذل نفسه لكي يقتنيها.

إذًا أسمى تعبير عن محبتنا للرب هي أن نرعى قطيعه ونُطعِم حملانه. ما أجمل المؤمن الذي يتمثَّل بسيده فينسى نفسه واحتياجاته ويفكِّر في إخوته. إن أكثر ما يحتاجه المؤمنين في هذه الأيام المريرة هو رعاة لهم قلب السَيَّد الذي قال: «أنا أرعى غنمي وأُربضُها ... وأطلبُ الضال، واسترِدُّ المطرود، وأجبر الكسير، وأعصب الجريح» ( حز 34: 15 ، 16). فما أروع هذه الحياة التي نُكرِم فيها الرب في قديسيه، ونستمتع بنظرات الرضى من عينيه!

مدحت حلمي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net