الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 5 مايو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أغصان فوق حائط
يُوسُفُ ... غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ، ... عَلَى عَيْنٍ. أَغْصَانٌ قَدِ ارْتَفَعَتْ فَوْقَ حَائِطٍ ( تكوين 49: 22 )
«أغصان قد ارتفعت فوق حائط» .. ما أجمله وصفًا لحياة يوسف الرائعة، بالرغم من أنها لم تكن حياة سهلة! فمن طفولته حتى شبابه واجهته العوائق والصعاب، لكنها لم تُفشله، ولم تُثن عزمه، فاستمر يُظهِر الحب والعطاء للجميع، بالرغم من كل ما كلَّفه هذا من ألم ومُعاناة.

واجه يوسف حائط الحسد والبُغضة. حسَدَه إخوته، ولمَّا ذهب إليهم ليفتقد سلامتهم «لمَّا أبصروهُ من بعيدٍ، قبلما اقترب إليهم، احتالوا له ليُميتوه»!! ( تك 37: 4 -18). يا للبغضة! إخوته، بنو أبيه – وليس أعداؤه – هم الذين يُخططون للتخلُّص منه! كم كان الجرح عميقًا! لكنه مع ذلك لم يفشل، واستمر ثابتًا.

ثم واجه يوسف حائط مذلة النفس عندما بيع للإسماعيليين، بالرغم من أنه استرحَم إخوته، وتوسَّل إليهم ألا يبيعوه، لكنهم «سحبوا يوسف وأصعدوهُ من البئر، وباعوا يوسف» ( تك 37: 28 ). وهكذا وُضِعت في يديه ورجليه القيود، وأُتيَ به إلى سوق العبيد في مصر، وهناك اشتراه فوطيفار «بيعَ يوسف عبدًا. آذوا بالقيد رجليهِ» ( مز 105: 17 ، 18). ولكن ما أروع تعويضات الرب «كان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحًا.. كل ما يصنع كان الرب يُنجِحُهُ بيدهِ» ( تك 39: 2 ، 3).

ثم واجه يوسف حائط التجربة المُلحَّة عندما أرادت “امرأة سيده” أن تُوقِعه في شباكها، واستمرت تلِّح عليه، وتُكلِّمه يومًا فيومًا. وما كان أصعبه حائطًا! لكنه ارتفع فوقه، مُعلِنًا قوله الخالد: «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأُخطئ إلى الله؟» ( تك 39: 9 ).

ثم واجه حائط الافتراء والظلم عندما اتهمته “امرأة فوطيفار” – كذبًا – بما هو أبعد ما يكون عنه. وما كان أصعب هذا على نفسه! وبدون تحقيق، وضعه فُوطِيفَار في السجن. أ هذا ثمن الأمانة؟! «في الحديد دخلت نفسه» ( مز 105: 18 ). وبمعونة الرب ارتفع يوسف فوق هذا الحائط أيضًا، إذ إن «الرب كان مع يوسف، وبسطَ إليهِ لُطفًا، وجعل نعمةً في عيني رئيس بيت السجن» ( تك 39: 21 ).

ولكنه واجه أيضًا حائط النسيان وإنكار المعروف؛ فبعد أن فسَّر الحُلم لرئيس السُّقاة، وطلب منه أن يذكره ليخرج من السجن «لم يذكر رئيس السُّقاة يوسف بل نسيه» ( تك 40: 23 ). لم يكن التوقيت الإلهي قد حان بعد، ولكن من المؤكد أنه كانت هناك رحمة إلهية تتجدَّد له كل يوم.

إن الحياة المسيحية حياة تواجه الصعاب، ولكن النعمة الإلهية كافية لطول الطريق.

فريد زكي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net