الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 6 مايو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
امرأة كانت خاطئة
ابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ، وَكَانَتْ تَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا، وَتُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِالطِّيبِ ( لوقا 7: 38 )
لا يوجد خلاف على صفـات هذه المرأة، فلقد وصفها روح الله بالقول: «امرأة في المدينة كانت خاطئة». وعلاوة على ذلك فإن سُمعَتها السيئة كانت معـروفة للجميع، لأن سمعان أيضًا كان يعرف أنها خاطئة. لكنها بالإضافة إلى ذلك كانت خاطئة مُثقَّلة القلب والضمير. وربما تكون قد استمعت إلى نداء الرب المُحب «تعالوا إليَّ يا جميع المُـتعَبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم» ( مت 11: 28 )، لكنها بلا شك رأت في المسيح النعمة المتجهة بالبركة لمَن لا يستحقها. فأتت إليه وهي مدفوعة بحاجتها ومنجذبة بنعمته، وبشجاعة الإيمان دخلت بيت الفريسى، وأخذت مكانها عند قدمي يسوع.

ولا شك أن الدهشة قد عقدت ألسنة المشاهدين لهذا المنظر العجيب، ولعلهم تساءلوا في أنفسهم عمَّا يمكن أن يحدث. هل يا ترى سيكشف الرب عن حالة هذه المرأة ويحكم على خطاياها ويطردها من حضرته المقدسة؟

في البداية لم ينطق أحد بكلمة، فلقد صمت الضيوف في دهشتهم، وصمت الرب في نعمته، وصمتت المرأة في حزنها. ولم يقطع هذا الصمت الرهيب إلا صوت نحيب المرأة الباكية. وإن لم يكن هناك شيء قد قيل، ولكن أمورًا كثيرة قد حدثت في هذه الأثناء. حيث انكسر قلب تلك المرأة الخاطئة، كما أنه قد رُبِح قلبها أيضًا «ووقفت عند قدميهِ من ورائهِ باكية، وابتدأت تَبُلُّ قدميهِ بالدموع، وكانت تمسحهما بشعر رأسها، وتُقبِّل قدميهِ وتدهنهُما بالطيب». إن الدموع تُخبرنا عن القلب الذي انكسر، والقُبلات تُخبرنا عن القلب الذي رُبِح.

ما الذي كسر قلبها؟ وما الذي ربحه؟ لا شك أنها رأت لمحة من نعمة ذلك المُخلِّص كما رأت شيئًا من قداسته. وفي نور مجده أدركت بشاعة خطاياها بكيفية لم تدركها من قبل أبدًا؛ وكان هذا هو ما كسر قلبها. ولكن علاوة على ذلك، فإنها أدركت أنه بالرغم من كل خطاياها الكثيرة كان هو المُخلِّص المملوء بالنعمة لتلك التي كانت مُمتلئة بالخطايا. لقد وجدت نفسها في حضرة ذاك الذي يعرف مقدار شرَّها ومع ذلك يحـبها، وكان هذا هو ما ربح قلبها.

يا ليتنا نكون قد اختبرنا الانكسار في حضرته بحِملِنا الثقيل وخطايانا الكـثيرة، ونكون قد وجدنا فيه أيضًا المُحب الذي أحبنا مع عِلمه بأردأ ما فينا، وبذلك تكون قلوبنا قد انجذبت إليه بحبال المحبة، واستيقظت محبته في داخلنا «لأنه هو أحبنا أولاً» ( 1يو 4: 19 ).

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net