الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 10 مايو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نتائج الفداء العظيم
إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ، وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ ( إشعياء 53: 10 )
في إشعياء 53: 10- 12 نرى النتائج العظمى لفداء الرب يسوع وعمله الذي مجَّد به الله، والتي تتمثَّل في: (1) «يرى نسلاً»؛ جيلاً؛ جنسًا بشريًا على شاكلته، سيخرج إلى الوجود. (2) «تَطُولُ أيامُهُ»؛ هذه العبارة تعود على الرب نفسه لا على النَسل. فالصليب لم يكن نهاية المطَاف بالنسبة له، كلا، بل إنه القادر الذي انتصر على الموت والقبر. (3) «مسرَّة الرب بيدهِ تنجح»؛ فهو سيُثبِّت مشيئة الله في الكون. وستُمسِك يداه الماهرتان، اللتان ثُقِبتا على الصليب، مقاليد السلطان في المُلك العتيد. (4) «من تعب نفسه يرى ويشبع»؛ ثمرة عمله تستحق العمل الذي تعب ليُتممه؛ تعويضًا عن المُعاناة والخجَل، وآلام الصليب. (5) «وعبدي البار بمعرفتهِ يُبرِّر كثيرين (وعبدي البار بمعرفتهِ يُعلِّم كثيرين البر)»؛ إن أساس البركة البارة قد وُضِع بموته. وكل الذين أُستُحضروا إلى دائرة البركة أمام الله، سيتعلَّمون أن موقفهم قدَّام الله، هو على أساس البر، من خلال عمل المسيح الكامل. (6) «وآثامهم هو يحملُها»؛ فليس ثَمة غيمة تَحولْ بين الله وخاصته. فلقد تعامل الرب، بالبر، مع كل ما شأنه أن يقف حائلاً بين الله وشعبه، وذلك لشبع قلب الله. وهكذا فوِفقًا لتعليم عبد الله البار، سيتمتعون براحة كاملة في القلب وفي الضمير. (7) «لذلك أقسِمُ له بين الأعزاء ومع العُظماء يقسِمُ غنيمة»؛ لقد تحمَّل وحده آلام الصليب المُريعة، إلا أنه لن يكون وحده في المجد العتيد؛ سيكون له شركاء فيه. ومَن هم العُظماء والأعزاء الذين سيشاركون المسيح مُلكه العتيد؟ هم أولئك الذين تحمَّلوا العار لأجل اسمه في عالم قد صلبه؛ الذين شاركوه رفضه هنا، سيشاركونه مجده هناك. ويقول الله: إن هذا كله يتم بناءً على أربعة أسباب:

1- «من أجل أنه سكبَ للموتِ نفسَهُ»؛ فموته لن يُنسى أبدًا في المجد. 2- «وأحصيَ مع أثمة»؛ عاره هنا سيُعوَّض هناك تعويضًا كاملاً. 3- «وهوَ حَمَل خطية كثيرين»؛ الله يُعوِّض بالمجد محبة المسيح التي قادته إلى الموت ليُبرِّر الآخرين. 4- «وشفعَ في المُذنبين»؛ كانت الصلاة التي رفعها إلى الله في غمرة آلامه: «يا أبتاهُ، اغفِر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون» ( لو 23: 34 ). وإن كان لم يلاقِ التقدير الكافي لدى الحشد المحيط بالصليب، إلا أن السماء كرَّمته، وها هو الله يُضيف شفاعته إلى حيثيات مكافأته في يومٍ قادم فيه مسرة الرب بيده تنجح.

نورمان أندرسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net