الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 15 يونيو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
البذل والتكريس للمسيح
وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي ( أعمال 20: 24 )
«إلى قيصر رفَعتْ دعواك. إلى قيصر تذهب» ( أع 25: 12 ).

رفع بولس دعواه الى الإمبراطور. وفي هذه الأثناء يُقبلُ الملك أغريباس وزوجتُه برنيكي ليُهنئا الوالي الجديد بكرسي ولايته، وصرفا أيامًا كثيرة معًا.

وعندما أوشَك الحديث المشترك بينهما على أن ينتهي فَطِن الوالي فَستوس إلى بولس، فقال لأغريباس عنه. وبعد أن سرَدَ له قصتَه قال: «فلمَّا وقف المُشتَكون حوله، لم يأتوا بِعلَّةٍ واحدة مما كنت أظُن» ( أع 25: 18 ). وعاد في اليوم التالي أمام الجمعِ يضيف: «أنا .. وجدتُ أنه لم يفعل شيئًا يستحق الموت»، وطلب مساعدة الملك ليَخُطَّ شيئًا الى الإمبراطور، إذ بحسب تعبيره، من الحماقة بمكان أن يرسَل اليه أسيرًا ولا يشير الى الدعاوي التي عليه.

من هذا كلِّه نستنتج أن الولاةَ الرومانيين تحققوا من براءة بولس، ولم يروا سببًا في إبقائه في الأسر؛ وهذا أيضًا سيكون حُكم الملك أغريباس؛ وبالتالي نفهم لماذا يَئس بولس من انعدام الحزم في قضيته، ولماذا رفع الدعوى الى قيصر. من جهةٍ ثانية نرى عنصرًا إلهيًا في الموضوع؛ فقد وعده الله أن يحمل رسالة البشارة الى رومية نفسِها، الى البلاط هناك، وجاءت الظروف التي تُهيئ لتحقيق قصد الله.

لقد قال المسيح: «إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير»، وكان يُشير الى موته الفدائي على الصليب. فهو حبةُ الحنطة التي طحنتها خطيةُ الجنس البشري؛ هو الحبة التي دُفِنت، ولكن بقيامته وبالإيمان به قام الملايينُ من قبور خطاياهم وتصالحوا بواسطته مع الله. هذه كانت قصةَ المسيح وهي أيضًا قصةُ أتباع المسيح، ومنهم رسولُه بولس. لا بل هي قصةُ المؤمنين به على اختلاف جنسياتهم عبر التاريخ، وبولس ليس شاذًا عن هذه القاعدة. هو أيضًا عرف معنى التكريس للرب، ولم يتردَّد في أن يجتاز اختيارَ الموت مراتٍ كثيرة. لقد ضُرب وأُهين وذاق العذاب ألوانًا وأشكالاً، لكي يكون الآنية الصالحة التي يستطيع الله أن يستخدمَها لتحقيق مقاصده السامية. لقد رفع دعواه الى روما، إلى كرسي الإمبراطور، وسيتمجد الله حتى في سَجنه هناك، إذ سيُسجَن حتى الموت، لكن أيضًا سينتشرُ نورُ الإنجيل في روما، عاصمة الدنيا في ذلك الوقت، ويعرفُ الكثيرون معنى الخلاص وغفران الخطايا.

قارئي العزيز، ليتك تخصصَ حياتَك لخدمة المسيح، ويكون لك الاستعداد أن تتألم لأجله.

برنامج كل الكتاب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net