الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 18 يونيو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شمشون .. تنازلات بلا حدود
وَنَزَلَ شَمْشُونُ إِلَى تِمْنَةَ، وَرَأَى امْرَأَةً .. مِنْ بَنَاتِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ.. وَأَخْبَرَ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَقَالَ:.. خُذَاهَا لِيَ ( قضاة 14: 1 ، 2)
من اللافت للنظر أن شمشون، في البداية، قدَّم تنازلاً عن كلمة الله ومبادئها، يبدو لمَن يحكم حكمًا سطحيًا على الأمور أنه تنازل بسيط؛ فكل ما أراده هو أن يتزوج من أُممية. وكأني أسمع واحدًا يقول: ”وإيه المشكلة؟ يا أخي .. ما هو جواز برضه“. نعم هو زواج، فيه عروس وعريس، وفيه حفل كبير «وليمة، لأنه هكذا كان يفعل الفتيان» ( قض 14: 10 )؛ لكنه مُنافٍ لكلمة الله ولانفصال شعبه، ولمبادئ كلمته!

ولكن أعود فأقول: إن ما بدأ بتنازل بسيط (إذا سلَّمنا بالقول) قادَهُ إلى ما هو أفظع، إلى الحضيض الأسفل.

فالمرة الأولى ذهب إلى تمنة ليتزوج امرأة، لكنه في المرة التالية ذهب إلى امرأة زانية في غزة! وفي غزة رآها عرضًا، لكن التنازلات زادت فعاشَر زانية أخرى في سورق هي دليلة، وأصبحت هي (قبل بيتها) عنوان سكنه!!

فتمنة كان لا بد أن تقود إلى غزة ومنها إلى سورق، ومن هناك إلى النهاية المُرعبة!

وكم مرة أورَطنا أنفسنا لأننا تصرفنا برعونة شمشون وحماقة نابال أو ما أشبهها؟ وكم من خطايا ارتكبناها لأننا لم نفكِّر بعقل موجَّه بكلمة الله؟ وكلٌ منَّا بقليل من الصِدق مع النفس يمكنه أن يسترجع من تاريخه ما يثبت ذلك.

إنك ما أن تضع قدمك في طريق التنازل عن الحق حتى تجد نفسك على مُنحَدر زَلِق، فإذ بك تُقدِّم تنازلاً بعد الآخر، والحال يزداد تدهورًا أسرع مما يمكنك أن تُلاحقه، ولا يمكنك أن تعرف أين ستقف قدماك، ونادرًا ما تقف قبل السفح!

ألا نسمع قول الكتاب: «شعبٌ لا يَعْقِل يُصرَع (الشعب غير المتعقل يلحق به الدمار – الترجمة التفسيرية)» ( هو 4: 14 )؛ لنحذر لأنفسنا! ولنطلب حكمة من الذي يعطيها بسخاء ( يع 1: 5 ؛ انظر 2أخ1: 7-12) فلن يبخل بها علينا لنعيش في أمانٍ سعداء.

لذا حري بنا الاستماع للقول: «اقتنِ الحق ولا تَبِعهُ، و(كذلك) الحكمة والأدب والفهم» ( أم 23: 23 ). احذر من التنازلات في صورة استسهال الأمور، أو محاولات توفيق الأوضاع، أو التجربة، أو التسلية. وقبل كل خطوة ”احسبها صح“.

سيدي ماذا تُريدْ اِهدني حيثُ تُريدْ
إنني لستُ أريدْ غيرَ فِعلِ ما تُريدْ

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net