الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 20 يونيو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
زيارة الرب لإبراهيم
وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَابِ الخَيْمَةِ وَقْتَ حَرِّ النَّهَارِ ( تكوين 18: 1 )
في تكوين 18 نرى ظهور الرب الرابع لإبراهيم. فهيا بنا لنرى المؤهلات الأدبية والنتائج المباركة لهذه الزيارة.

المؤهلات الأدبية: 1- الختان: ينتهى تكوين 17 بأمر الله لإبراهيم بختان كل ذكر. ويضيف الوحي “أن الختان تمَّ في ذلك اليوم عينه كما كلَّمَهُ الرب”. فما أجمل الطاعة الكاملة الفورية خاصة بالارتباط بقطع الجسد، وإماتة أعضائنا التي هي على الأرض! فلا مكان لله والجسد معًا.

2- الشركة: كما كان ابراهيم يُقيم في بلوطات مَمرا (حيوية وقوة) التي هي حبرون (شركة). فقد كان يعيش في قوة أجواء الشركة، وحتى الختان صُنِع في حبرون. وعادةً القطع في الجسد بطاعة وقوة لا يأتي إلا نتاج الشركة. والشركة العميقة مع الرب هي المادة الهامة والعامل المشترك بيننا وبين إلهنا إذا زارنا.

3- البصيرة المُدرَّبة والتميُّز: فجأةً وجد إبراهيم ثلاثة رجال أمامه. وإذ اعتاد على المحضر الإلهي: (أ) استشعره تمامًا وميَّزه وسجد لله، رغم أنه لم يَقُل شيئًا في البداية ليُعلِن أنه أمام الله. لقد انتظر إلى أن سُرّ الله أن يكشف عن نفسه. وجميل نفوس تعرف أن تنتظر في صمت، وهذه هي النفوس التي يُسرّ بزيارتها الله.

(ب) ولمع تميُّز إبراهيم وبصيرته في سجوده لله فقط، وحديثه مع واحد (رغم وجود ثلاثة رجال) قائلاً: «إن كنت قد وجدت نعمةً في عينيك». فالنعمة ليست الصِلة التي تربطنا بالملائكة بل برب الملائكة.

بركات الزيارة: (1) جاء الله وضيوفه خصيصًا لتأكيد الوعد لإبراهيم ولتشجيع إيمانه بأسعد خَبر، وهو قرب وصول الوارث الذي طال انتظاره بالإيمان. (2) وبعد أن طمأن الله إبراهيم من جهة أموره، إذا به يشاركه في الشؤون الإلهية. فنجد إبراهيم فوق الجبل في شركة مع الله بخصوص سدوم التي ستُحرَق تحت الجبل. وها هو الله يُرسل فعَلَته (الملائكة لتحرِق سدوم) أمام عيني إبراهيم، ثم يفتح الملفات الخاصة بسدوم ليكشفها لإبراهيم. (3) وأما البركة الثالثة فهي ما أنشأته النعمة داخل قلب إبراهيم من روح التعاطف والشفاعة والرغبة الصادقة لإنقاذ أهل سدوم ولوط. وهذا هو عادةً ما ينتجه الإعلان الإلهي بالنعمة في قلب مُدرَّب كقلب إبراهيم. ونحن ماذا نصنع والكلمة تُخبرنا عن هلاك أفراد عائلاتنا؟

وأنتِ يا نفسي متى زارك الرب آخر مرة؟ وما هي بركاتك؟

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net