الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 25 يونيو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ملكة سَبَا وعمل إيمانها
وَسَمِعَتْ مَلِكَةُ سَبَا بِخَبَرِ سُلَيْمَانَ لِمَجْدِ الرَّبِّ، فَأَتَتْ لِتَمْتَحِنَهُ بِمَسَائِلَ ( 1ملوك 10: 1 )
سمعت ملكة سَبَا بخبر حِكمة الملك سليمان، مما حرَّك فيها الرغبة المتقدة لترى بنفسها. هذه الرغبة جعلتها تتغلَّب على بُعد المسافة، وتستهين بالصعاب الكثيرة لرحلة كهذه. كان هذا العمل هو عمل الإيمان. لقد آمنت بالكلمة التي سمعتها، وأتَت لتمتحن وتحكم بنفسها على ما سمعته. والأمر هكذا دائمًا مع الإيمان، حيث تنجذب النفس إلى شخص المسيح وكمالاته. هكذا كانت رفقة التي اقتنعت بكلام العبد، وصدَّقت محبة إسحاق لها، فقرَّرَت أن تذهب إليه، ولم تُخِفْها البرية. وأيضًا أبيجايل عندما اقترب القضاء من بيتها، ذهبت لتلتقي بمَن كان يجب أن تهرب منه، لأنه كان قد وصل إلى مسامعها فضائل داود ومجده الأدبي. لقد انجذبت رفقة بالمحبة، وأبيجايل بكمال النعمة، وملكة سبأ بالحكمة. وهذا ما يحدث للنفوس التي تتعرَّف على المسيح. وفي الغالب نحن انجذبنا بمعرفة محدودة لإحدى الصفات الإلهية في المسيح كيفما كانت، وهي التي أحضرتنا لمعرفة شخصه، حيث يتغذى الإيمان عليه.

«أتَت مِن أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان» ( مت 12: 42 ) ... لم تَدَع ما سمعته يَعبُر، بل أرادت أن تعرف بنفسها كل شيء على حقيقته. لم تجد الحكمة في نفسها، ولكنها طلبتها منه، وأتت إليه، ومعها أسئلة صعبة. وما أكثر ما في العالم من مسائل وألغاز لم يجد لها الإنسان حلاً ولا إجابة: أسرار الخليقة، أسرار الحياة الجسدية، أسرار النفس، الخير والشر في العالم، خفايا الأزل. كل هذه أسرار يكتنفها الظلام، والإنسان غير قادر أن يفك شفرة هذا الكتاب المجهول المليء بالأسرار. وما لم يكن هناك إعلان إلهي إيجابي ومباشر، فلا بد أن يصطدم الإنسان بفقره ومحدودية روحه، فيصل إلى حالة من العجز التام أمام هذه العوائص التي لا تنتهي.

لقد استحضرت ملكة سبا كل مسائلها إلى سليمان لتمتحن بها حكمته. وكان سبب ثقتها فيه أنها «سمعت ... بخبر سليمان لمجد الرب (بالارتباط باسم الرب يهوه)». لقد كانت شُهرته مؤسسة على حضور الرب في أورشليم. وإذا كانت قد جاءت تطلب أن يُجيب سليمان عن مسائلها، فذلك بسبب أن حكمته نبعت مِن إعلان الرب نفسه له. أما ما كانت ستعود به من هذه المقابلة فهو معرفة الله عن طريقه، وهو ما يحدث لكل نفس تأتي إلى معرفة المسيح «هوذا أعظم من سليمان ههنا» ( مت 12: 42 ).

هنري روسييه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net