الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 11 يوليو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الصلاة المقتدرة
وَقَالَ إِيليَّا ... لأَخْآبَ: ... إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي ( 1ملوك 17: 1 )
ما هو سر شجاعة النبي، وهو واقف أمام أخآب غير خائف من غضب المَلِك؟ وما هو سر التأكيد الذي أخبر به عن الدينونة القادمة؟

أولاً: كان الرب أمام إيليا دائمًا. وكان بالنسبة له هو ذلك الإله الحي الذي يرى ويسمع ويشعر ويتحرَّك ويعمل. هو صاحب السلطان المُطلق في السماء وعلى الأرض. كان يوميًا يقف أمامه ويتكلَّم معه كحقيقة حيَّة يُعايشها ويلهج بها ويسترجع معاملات الله القديمة وعجائبه. إنه لسنوات توقفت الظهورات الإلهية العَلنية، ولهذا فإن الشعب نسيَ مَنْ هو الله. ولكن إيليا وقف يُجاهر ويعلن أن إله إسرائيل لا يزال حيًا. وأن ما نطق به من إعلان قضائي هو رسالة من الله الحي.

ثانيًا: الصلاة المقتدرة: يُخبرنا يعقوب في رسالته «كان إيليا إنسانًا تحت الآلام مثلنا، وصلَّى صلاةً أن لا تُمطِر، فلم تُمطِر» ( يع 5: 17 ). أي أن الصلاة والوجود في حضرة الله كانا وراء قوة الشهادة العلَنية. لقد وقف بثبات أمام الملك، لأنه ركع بخشوع أمام الله. وهذه الصلاة وضعت مجد الله في الاعتبار الأول، وبركة الشعب في الاعتبار الثاني. لقد أدرك أنه من الأفضل لهم أن يُعانوا سنين المجاعة، وأن الرب يُضيِّق عليهم لكي يشعروا، فهذا سيقودهم إلي التوبة والرجوع إلي الله، بدلاً من أن يَنعَموا بالرخاء في ابتعاد عن الله، ويمضوا إلي دينونة أشد.

لقد صلَّى إيليا باعتباره إنسان مثلنا وليس باعتباره نبي عظيم مُقتدر. ويا له من درسٍ مُعزٍ لنا! إننا نستطيع أن نكون رجال صلاة ورجال إيمان عندما نُدرك أن إلهنا حي، وعندما نعتاد الوقوف قدامه، وعندما نمتلئ من معرفة مشيئته، ونكون تحت سيطرة الروح القدس الذي يُعِين ضعفاتنا، ويشفع فينا بأنَّات لا يُنطَق بها إذا كنا لا نستطيع أن نُعبِّر عما بداخلنا كما ينبغي.

أيها المسيحي المُخْلِص: هل تؤمن عندما تصلِّي بإيمان وفي مشيئة الله، بالآمين الإلهية التي تستقبلها في قلبك، بالنظر لنعمته نحوك، ولأنك مقبول في قيمة وكرامة ذبيحة المسيح التي تُحَصِّل لك استجابة السماء؟ لا تفشل بسبب الظروف المنظورة حولك. بل عليك أن تُمسك بشدة بالإيمان بهذه الآمين الإلهية عندما تصل إلى قلبك لأول مرة. واثبُت على ذلك، وبكل ثقة تستطيع أن تقول: “حيٌ هو الرب .. إنه سيفعل”. تاركًا توقيت الاستجابة، وطريقة الاستجابة للرب صاحب السلطان.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net