الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 13 يوليو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كرسي المسيح
لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَد .. ( 2كورنثوس 5: 10 )
سيظهر جميع المؤمنين أمام كرسي المسيح وفي حضرة الجالس عليه الذي هو محبة ولكنه نور وحق أيضًا. ذلك النور الذي سيُظهِر كل شيء خفي في صورته الحقيقية ( أف 5: 13 ). وقد علَّم الرب في خدمته على الأرض بهذا المبدأ العظيم في الحق. فأعلن لتلاميذه بأنه «ليس مكتومٌ لن يُستَعلَن، ولا خفيٌ لن يُعرَف» ( مت 10: 26 ). وبعد ذلك علَّم الروح القدس بأن الأمور المخفية والدفينة في النفس سيُكشَف عنها في حضرة الرب «الذي سيُنير خفايا الظلام ويُظهر آراء القلوب. وحينئذٍ يكون المدح لكلِّ واحدٍ من الله» ( 1كو 4: 5 ).

ظهورنا أمام الرب للمحاسبة يتفق مع مَثَل الوزنات حيث يُذكر أن سَيِّد أولئك العبيد أتى وحاسبهم ( مت 25: 19 ). فإذًا كل واحد سيُعطي عن نفسه حسابًا لله، لأننا جميعًا سوف نقف أمام كرسي المسيح ( رو 14: 10 ، 12). وكل عمل أو كلمة أو حركة ستظهر في حضرة ذاك الذي هو كالشمس التي تُضيء في قوتها. وكل واحد سينال ما صنع بالجسد. فكل ما صُنع بالجسد لأجل “شهوة” أو لأجل “العالم” سيمضي، لأن «العالم يمضي وشهوته، وأمَّا الذي يصنع مشيئة الله فيثبُت إلى الأبد» ( 1يو 2: 17 ).

على أن حقيقة هذا الظهور لا يجب أن تُوجِد في قلوبنا انزعاجًا وخوفًا لأن المحبة قد تَكَمَّلَت فِينا أن يكون لنا ثِقَةٌ في يوم الدِّينِ ( 1يو 4: 17 ). ولا يُوجَد خوف في المحبة؛ تلك المحبة التي سيأتي بها الرب نفسه ويأخذنا إلى بيت الآب، وسيُغيِّر شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجدهِ ( في 3: 21 ). وحياتنا الأرضية ستظهر لنا هناك في مجد بيت الآب.

لا توجد دينونة علينا في هذه المحاكمة، فالمؤمن قد اُستثني من الدينونة حسب وعد الابن الذي قال: «إن مَن يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة» ( يو 5: 24 ). فالظهور أمام كرسي المسيح ليس هو لإعلان النتيجة النهائية إن كنا خالصين أم هالكين، ولكنه سيكون لكي نرى حياتنا الماضية، وكيف كانت ظاهرة أمام عيني الله، وحينئذٍ سنتعمَّق في تعظيم طرق نعمة الله في كل تاريخنا. وبما أننا نكون قد تَكَمَّلنا قبل الظهور، فسنرى غلطاتنا وتعدياتنا بقلوب وأذهان نقية، الأمر الذي يجعل أمامنا مجالاً مُتسعًا لتمجيد ومدح الله من أجل كل نعمته التي أحضرنا بها إليه، بغض النظر عن عدم استحقاقنا.

دينيت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net