الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 17 يوليو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
النعمة الإلهية المُطلقة
وَخَرَجَ الْمَلِكُ ... وَجَمِيعُ عَبِيدِهِ كَانُوا يَعْبُرُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ مَعَ .. الْجَلاَّدِينَ .. وَجَمِيعُ الْجَتِّيِّينَ ( 2صموئيل 15: 17 ، 18)
مما يلفت النظر أنه بينما «استرَّقَ أبشالوم قلوب رجال إسرائيل» ( 2صم 15: 6 )، فإن الجزء الأكبر مِن المجموعة الموالية - الوفيَّة والمُخلِصة – لداود، والتي قرَّرت وصمَّمت أن تصحبه في هروبه من أورشليم، كانوا مِن الأُمَم الذين كانوا قَبْلاً «بدون مسيح، أَجنبيين عن رعوية إسرائيل، وغُرباء عن عهود الموعِد» ( أف 2: 12 ). ويا له مِن رمز جميل للرب يسوع المسيح، الذي في يوم احتقار ورفض أُمَّته له، فإن نعمة الله اختارت الكثيرين مِن الأمم، الذين لم يخجلوا بصليبه ولا بموته، بل – طواعيةً واختيارًا، وبكل سرور وسمَاحة القلب – التصقوا به، وتبعوه في زمان رفضه وإهانته مِن شعبه.

فالعبارة “الجَلاَّدون والسُّعاة” هي في العبرية والإنجليزية ”الكريتيون والفاليتيون” أو “الكريتيون والفاليثيون” ( حز 25: 16 2صم 21: 19 ). لقد كانوا أُممًا غرباء عن رعوية إسرائيل؛ لم يكونوا مِن شعب الله. ومن الأرجح أنهم كانوا الحَرَس الملكي الخاص للملك داود، وكانت مُهمَّتهم الأساسية الدفاع عن الملك ( 2صم 8: 18 ). ولقد أصبح قائدهم فيما بعد “بنايا بن يهُوياداع” (2صم8: 18؛ 20: 23؛ 1مل1: 44).

أما “الجَتِّيون” فهم سكان مدينة “جَتّ” وهي مدينة “جُليات الجَتِّي” ( 2صم 21: 19 ). وهؤلاء لم يتبعوا داود مؤخرًا، فيبدو أنهم قد ارتبطوا به، وألقوا قرعتهم معه، عندما كان غريبًا مُختبئًا من شاول في أرض الفلسطينيين، ثم تبعوه فيما بعد عندما رجع إلى أرض إسرائيل «ستُّ مئة رجل أتوا وراءَهُ من جتّ» ( 2صم 15: 18 ). لقد تبعوا داود ربما بسبب جاذبيته الشخصية، ولأنهم آمنوا بإلهه ( را 1: 6 -18). وهكذا فأثناء تمرُّد الشعب، فإن ملك إسرائيل الحقيقي يُصبح مرفوضًا ومرذولاً وغريبًا عن شعبه. ولكن كم كانت له الكرامة! وكم كان ثمينًا وغاليًا في نظر هؤلاء الغرباء الذين ارتبطوا بمسيح الرب، والذين لم يَعُد لأحد سلطان عليهم غير داود؛ مسيح الرب، الذي أصبح بالنسبة لهم كالبوصلة التي توجِّههم مِن ذلك الوقت فصاعدًا!

كل هذا يُحدِّثنا عن المسيح، المرفوض مِن إسرائيل في الوقت الحاضر، والذي أصبح مركز الجاذبية، وغرض الولاء، والرأس والرئيس، بالنسبة لنا نحن الأُمَم الذين آمنَّا به، «ولكن الآن في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم بعيدين، صرتم قريبين بدم المسيح ... رعية مع القديسين وأهل بيت الله» ( أف 2: 11 - 19). فيا لنعمة إلهنا! يا لغناها! يا لسموها!

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net