الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 30 يوليو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نثنائيل تحت التينة
قَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي؟ أَجَابَ يَسُوعُ ..: قَبْلَ أَنْ دَعَاكَ فِيلُبُّسُ وَأَنْتَ تَحْتَ التِّينَةِ، رَأَيْتُكَ ( يوحنا 1: 48 )
ذُكر نثنائيل في إنجيل يوحنا مرتين: الأولى في بداية الإنجيل ( يو 1: 43 -51)، والثانية في نهايته ( يو 21: 1 -14). المرة الأولى كان تحت التينة، والمرة الثانية كان عند بحر طبرية. في المرة الأولى دعاه فيلبس ليأتي إلى الرب، أما في الثانية فقد تبع بطرس إلى البحر ليتصيَّد. وفي المرتين كان الرب يعرف أين يوجد نثنائيل، وقبل أن يُفكِّر هو في الرب، كان الرب يُفكِّر فيه.

لا نعلم بالتحديد ماذا كان يعمل نثنائيل تحت التينة. ربما كان لديه حقل يعمل فيه، أو حديقة مجاورة لبيتهِ يوجد بها شجرة تين، وهو تحت هذه التينة ربما كان يشتاق للوقت الذي يجلس فيه كل واحد تحت تينته، مُستمتعا بالبركة التي سبق ووعد بها الله الآباء. ربما كان يقرأ أو يجول بخاطره المكتوب عن ذلك الأمر الذي بشَّره به فيلبس بأنه وجد المَسيَّا الذي كتب عنه موسى، وتكلَّم عنه الأنبياء «يسوع ... الذي من الناصرة» ( يو 1: 45 ). وهنا سطع النور ولكن نثنائيل لم يستوعبه، ربما لمقارنته السريعة بين ما قاله فيلبس، وما كان يفهم هو من أقوال الناموس والأنبياء. وربما لسبب عِلمه أن الناصرة بلدة لا تتمخض بالعظماء، ولا يخرج منها المُعلِّمون ولا الأنبياء، لذا لم يتقبَّل الأمر، ورفض الفكرة قائلاً: «أ من الناصرة يمكن أن يكون شيءٌ صالح؟». وهنا لم يكن لفيلبس سوى الكلمة الصغيرة والشهيرة: «تعالَ وانظر». ومن يوحنا 1: 47 نفهم أن نثنائيل أتى فعلاً، وقبل أن تنفتح عيناه على الرب ويعرفه، كان الرب سبق ورآه تحت التينة وعرفه «فقال عنهُ: هوذا إسرائيلي حقًا لا غشَّ فيهِ». وهكذا قصَّ الرب عليه جزءًا من تاريخه وتطلعاته، ليُعلن له أنه كُليّ العلم وكُليّ التواجد. وهنا هتف نثنائيل من هول المفاجأة بأروع إقرار قائلا له: «يا مُعلِّم، أنت ابن الله! أنتَ ملك إسرائيل!» وقد تضمن هذا الاعتراف لاهوت وناسوت ربنا يسوع المسيح، ومجده وملكوته. لقد سطع نور الإعلان على قلب نثنائيل وذهنه وملأهما فتبع الرب.

ليتنا نتبع سيدنا لا كعقيدة وتعليم تلقناهما من بشر، ومُسلَّمات أخذناها من إنسان، أو تصوُّرات رسمناها في مُخيلاتنا، بل كشخص عرفناه والتقى بنا فأحببناه، لا لمجرد تأثر مشاعرنا، بل لتجاوب القلب والضمير مع نور الإعلان عنه، فاتخذناه نصيبًا لنا، ومُخلِّصًا لنفوسنا، وربًا وإلهًا ومعبودًا لقلوبنا.

خالد فيلبس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net