الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 5 يوليو 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحجر المرفوض
الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ ( مزمور 118: 22 )
لقد اُقتبست هذه الآية في العهد الجديد عدَّة مرات ( مت 21: 42 يو 19: 15 مت 27: 15 ؛ أع4: 11؛ 1بط2: 7). والبنَّاؤون هنا يُشيرون إلى رؤساء الأمة اليهودية، الذين رفضوا الرب يسوع، والذي هو حجر كريم من الله. والعجيب أن الذين رفضوا الحجر لم يكونوا أُناسًا لا خبرة لهم في أمور البناء. فنحن لا نقرأ عن فلاحين أو ملاَّحين، بل عن بنَّائين، والذي يُفتَرض فيهم الخبرة والتخصص. فهم الذين لهم الإمكانية في تقدير الحجر الكريم، فكان الوضع الطبيعي هو أن أول مَن يرحب بالرب يسوع ويعطيه تقديرًا وإكرامًا هم رؤساء الأمة، لكن بكل أسف كانوا هم أول مَن أظهروا احتقارهم وازدراءهم بالرب يسوع رافضين أن يكون هو ملكهم ومسيَّاهم. بل ما يزيد الأمر غرابة أنه رغم بُغضتهم الشديدة لقيصر إلا أنهم فضَّلوا قيصر على المسيح، قائلين: «ليس لنا ملك إلا قيصر!» (يو19: 15)، بل إنهم فضَّلوا باراباس القاتل عن المسيح (مت27: 15-22). إنها بحق مأساة بل حماقة المتخصصين.

وفي الواقع عندما جاء المسيح إلى هذا العالم كانت توجد “أبنية” ضخمة متنوعة. كان هناك البناء الديني اليهودي، الذي ارتدَّ وابتعد كثيرًا عن فكر الله، وكان على وشك الاضمحلال والانهيار. وكان هناك البناء السياسي مُمثلاً في الامبراطورية الرومانية، والتي نشرت ذراعها الطويل لتسيطر على معظم ممالك العالم. وكان هناك البناء الثقافي والعلمي، المُمثَّل في الحضارة الإغريقية. ولقد حاولت كل هذه الإنشاءات أن تستحضر شخص الرب ويُطابقوه على أبنيتهم وأنظمتهم الخاصة بهم، لكي يُشكِّل جزءًا من بنائهم الخاص، ولكنهم وجدوا أن هذا الحجر الكريم لا يُطابق تصميماتهم وأنظمتهم - تلك التصميمات والأنظمة الفاشلة التي وضعها العالم ليسير في رِكابها وبمقتضاها - فكانت النتيجة الحتمية والطبيعية المتوقعة أن يُرفض هذا الحجر الغريب، وتمَّ المكتوب أن المسيح صار لهم: «حجر صدمة وصخرة عثرة» ( رو 9: 33 ؛ 1بط2: 8).

ولكن ذلك الذي رفضه العالم الديني والسياسي والثقافي كان هو الأساس الكريم الذي في قصد الله، والذي عليه سيُقيم أعظم بناء ستراه الخليقة منذ تأسيس العالم، وهو الكنيسة ( 1كو 3: 11 ؛ أف2: 20-22).

حسبَ قصدٍ في الدهورِ حكمةٌ تنَوَّعَتْ
يا لنعمةٍ تجلَّــــــتْ يا لحكمةٍ سَمَتْ

عاطف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net