الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 25 أغسطس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يوسف حيٌّ بعد
يُوسُفُ حَيٌّ بَعْدُ، وَهُوَ مُتَسَلِّطٌ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ ( تكوين 45: 26 )
رجع أولاد يعقوب من مصر سالمين ومعهم شمعون وبنيامين، وكان هذا أقصى ما يرجوه يعقوب ويتوقعه من الله القدير. لكنهم رجعوا وهم يحملون خبرًا سارًا لم يحلم به يعقوب. رجعوا بعجلات مَلَكية من أرض مصر، وانطلقوا يُخبرونه قائلين: «يوسف حيٌ بعد، وهو متسلِّط على كل أرض مصر».

وكيف استقبل يعقوب هذه المفاجأة المُذهلة بعد حرمان طال لمدة 22 سنة من ابنه المحبوب؟ لقد خارَ قلبه، ولم يصدِّقهم، إذ كان الخبر أكبر من طاقة استيعابه، وكأنه يستقبل شخصًا قد أُقيم من الموت. لكنهم أخبروه بكل كلام يوسف الذي قاله لهم، وأبصر العجلات المَلَكية التي أرسلها يوسف لتحمله إلى مصر، وعندئذٍ تأكَّد من الخبر، وغمرته الفرحة: «فعاشت روح يعقوب أبيهم. فقال إسرائيل: كفى! يوسف ابني حيٌ بعد. أذهب واراهُ قبل أن أموت» ( تك 45: 27 ، 28). لقد عاشت روحه وانتعشت، بعد أن انسحقت وتحطَّمت.

ومن الجميل أن نتحوَّل من الرمز إلى الحقيقة لنرى يوسف المُرفَّع والمُمَجَّد، الذي يُكلِّمنا عن المسيح كمَنْ أُقيم مِنَ الأموات، وجلس في يمين العظمة في الأعالي، مُكلَّلاً بالمجد والكرامة، وقد دُفِع إليهِ كل سلطان. لقد أرسل يوسف العجلات المَلَكية إلى أبيهِ في أرض كنعان، وكانت هي البرهان الذي يؤكِّد أن يوسف حيٌّ ومُمجَّدٌ في مصر. وهي ترمز للروح القدس الذي نزل من السماء إلى الأرض ليُعلِن أن المسيح حيٌّ ومُمجَّدٌ فوق جميع السماوات، إذ رفَّعه الله فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسم يُسمَّى. وهذه الحقيقة المجيدة تُنعش أرواح المؤمنين، كما انتعشت روح يعقوب.

كان لقاء يعقوب بيوسف حارًا ومليئًا بالعواطف الجيَّاشة، وكان يُمثِّل قمة آمال وسرور يعقوب بعد الحرمان الطويل. وما كانت المكانة العالية ليوسف في مصر تُضعِف من المحبة التي كانت تربط الابن بأبيه في أرض كنعان، رغم سنوات الافتراق.

في البداية قال يعقوب: «أذهب وأراهُ قبل أن أموت»، وعندما رآه بكى على عُنقهِ زمانًا، وقال: «أموت الآن بعدما رأيتُ وجهكَ أنك حيٌ بعد» ( تك 46: 30 ). فقد كان هذا كل الرجاء بالنسبة له. ويحلو لنا مرة أخرى أن نتحوَّل من الرمز إلى الحقيقة، ونمتحن أنفسنا: هل لنا هذه الأشواق والعواطف الجيَّاشة نحو يوسفنا الحقيقي، شخص الرب يسوع المسيح؟ هل نتوق إلى رؤياه بالعيان ويزداد حنيننا إليه؟ هل هو لنا كل الرجاء الذي ننتظره الليل والنهار؟

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net