الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 26 أغسطس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أنقذنا ونقلنا
الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ ..الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا الَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا ( كولوسي 1: 13 ، 14)
مشكلة الإنسان المستعصية هي الخطية، فلم ينفع فيها فيلسوف أو مُعلِّم ديني. والعددان أعلاه يُصوِّران بصورة رائعة العلاج الوحيد لهذه المشكلة: شخص الرب يسوع المسيح. فهو:

(1) أنقذنا: والكلمة تعني نجا من خطرٍ داهم. والرب لم ينقذنا من مذنِبِيَّة الخطية ودينونتها فقط، ولا حتى من سيف عدالة الله المُسلَّط على رؤوسنا فحسب، ولكن خلاصه امتد ليشمل التحرير من سلطان إبليس وقوى الظلمة برُتَبها المختلفة ( كو 1: 16 ؛ 2: 13-15).

(2) نقَلَنا: والكلمة تعني نقل شعب من بلد إلى بلد بغرض التوطين. فالمسيح لم يُحرِّرنا ثم ترَكنا نسير على غير هُدى، بل نقلنا إلى ملكوته؛ ملكوت النور بعد أن انتصر على الشيطان رئيس مملكة الظلمة. مع الفارق: أن القادة الأرضيين ينقلون المهزومين، أما نحن فقائدنا المنتصر ينقلنا باعتبارنا منتصرين.

(3) والتعبير «ابن محبتهِ» يُذكِّرنا بشهادة الآب عن ابنهِ عند معموديته، وعلى جبل التجلِّي ( مت 3: 17 ؛ 17: 5)، ثم هو يُذكِّرنا بفداحة الثمن الذي تكبَّده الآب عندما بذله لأجلنا. ومن الجانب الآخر يُعلِّمنا أن ملكوت الله هو محبة كما هو نور.

(4) افتدانا: والكلمة تعني “حرَّر أسيرًا بدفعهِ فديةً له”. والرسول بولس لم يقصد بالطبع أن المسيح دفع ثمنًا للشيطان ليُحرِّرنا، بل إنه بموته وقيامته قد وفَّى مطاليب عدل الله، وأن الشيطان عندما يُحاول أن يشكونا أو يستعبدنا لأننا كسرنا ناموس الله، فلن يجني سوى الفشل لأن الفِدية قد دُفعت على الجلجثة، وبالإيمان بالمسيح فزنا بالحرية.

(5) غفر خطايانا: والفداء والغفران صنوان لا يفترقان ( أف 1: 7 ). وكلمة غفران تعني “يُطلَق بعيدًا” أو “يلغي دين”. والمسيح لم يجعلنا فقط من رعاياه بل محا كل دين حتى لا نعود نُستعبَد من جديد. وعندما يفحص الشيطان في ملفاتنا فلن يجد لوم أو شكوى أمام الله.

ومعرفة غفران الخطايا ليس عذرًا لارتكابها، بل على العكس هي حافز على الطاعة، ووسيلة لتمتع المؤمن بالنعمة، ولتمكِّنه من الدخول في شركة مع الله، فضلاً عن أن الروح غير الغافرة لا تسامح الآخرين ( كو 3: 13 )، وتقود إلى العبودية ( مت 18: 21 -35).

سوفَ أشدو بِابتهاجٍ في السما عمَّا قريبْ
للمسيحِ مَن فَداني واشتراني بالصليـبْ
سوف أُنشِدُ أُرنِّمُ في السَّما عمَّا قريبْ
معْ خطاةٍ غُسِلوا بـِ دَمِهِ الزَّكي العَجيبْ

وارين ويرسبي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net