الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 30 أغسطس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المعنى الحقيقي للحياة
فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هَذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هَذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ ( 1كورنثوس 11: 26 )
يحاول كل إنسان أن يجد معنى لحياته، وقيمة لنفسه. وحتى دون أن يدرك أنه يفعل ذلك، فإنه يبني تقديره لنفسه على أشياء معيَّنة تختلف من شخص إلى آخر. فهناك مَن يجد قيمة ومعنى لحياته في الماضي العريق الذي له ولأسرته، أو حتى لطائفته الدينية التي ينتمي إليها، ولا يلتفت مُطلقًا إلى حالته الحاضرة التي قد تكون تعيسة وبائسة. وهناك مَن لا يهتم بالماضي وأمجاده، لكن يجد المعني فيما يمتلكه أو يعمله في الحاضر، فتكون الممتلكات والأموال، والمُتَع والملَّذات الحاضرة فيها كل المعنى والقيمة في حياته، فلا يتعلَّم من دروس الماضي، أو يهتم بنتائج ما يفعله في الحاضر على مستقبله. وهناك مَن يعيش في رعب من مستقبله، فيحاول أن يُسخِّر كل إمكانياته في الحاضر في العمل على تأمين المستقبل، ودائمًا يسعى وراء قدر مُعيَّن من الثراء والنفوذ، ويظن أنه إذا أدركه فانه سوف يُؤمِّن له مستقبله. وفي الأغلب يظل طول عمره يسعى وراء هذا الهدف دون أن يدركه.

أما أبسط مؤمن تمتع بخلاص المسيح، فإن معنى حياته وقيمتها لا يعتمد على أمور عظيمة حدثت في الماضي، أو مُتع مؤقتة في الحاضر، أو أمان وهمي في المستقبل، بل على شخص عظيم يُعطي للحياة - في ماضيها وحاضرها ومستقبلها - أعظم قيمة وأروع معنى.

إن ممارسة عشاء الرب هي أروع مثال على هذا؛ فالمؤمن وهو يكسر الخبز، ويُقدِّم السجود للرب، يستمتع في الحاضر بشركة رائعة معه تفوق أي مُتعة في الوجود. وأيضًا وهو يذكر موت السَيِّد لأجله في الماضي، يشعر بقيمته الغالية التي لا تعتمد على أمور زمنية مؤقتة، بل على ما فعله رب المجد لأجله، والنتائج العظيمة الدائمة التي حصَّلها بهذا العمل المجيد.

لكن أيضًا ينظر إلى المستقبل بيقين رائع أن الرب - له كل المجد - سوف يأتي مرة ثانية لأجله، ليُغيِّر شكل جسد تواضعه، ليكون على صورة جسد مجده، ويأخذه معه للمجد الأسنى الأبدي.

ما أروع المعنى الذي يجده الشخص لحياته حين يرتبط بالمسيح! يُصبح الماضي - بكل ما فيه من خزي وعار بل وأمجاد زائفة - مُغطَّى بدم المسيح. ويُصبح الحاضر أعظم مجال لشركة مُبهِجة ومُشبِعة مع الحبيب. ويكون المستقبل مُؤَمَّن ومضمون - لا بأمور زائلة غير يقينية - بل بيقين مَعية الرب ومجيئه.

مدحت حلمي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net