الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 31 أغسطس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تقاعس عدم الإيمان
لَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ قُوَّاتٍ كَثِيرَةً لِعَدَمِ إِيمَانِهِمْ ( متى 13: 58 )
إننا كثيرًا ما نُعيق الرب عن أن يُباركنا بسبب عدم إيماننا. ولكن ربما يعترض البعض بقولهم: “إن الرب لا بد أن يُتمِّم عمله رغمًا عنا، وبغَّض النظر عن إيماننا. وكل قوات الجحيم لا تقدر أن تعطِّل نفاذ مشوراته الأزلية. وأما من جهة عمله، فنحن نعلم أنه ليس بالقوة ولا بالقدرة بل بروحهِ القدوس، فمجهودات الإنسان باطلة ولا قيمة لها، وحاشا لعمل الله أن يتقدَّم أو يتأخر بالمؤثرات البشرية”. هذا كله صحيح لكن هذا شيء وموضوعنا الذي نتكلَّم عنه شيء آخر. والكتاب يقول صريحًا عن الرب يسوع لمَّا جاء إلى وطنه «لم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم». وظاهر من هذه العبارة أن أولئك الناس – بسبب عدم إيمانهم - حُرِموا من بركات كثيرة كان الرب على استعداد لأن يُقدِّمها إليهم. وإن قلنا إن كل شيء سيسير إلى غاية مرسومة سواء اجتهدنا أو تكاسلنا فإنما بذلك نحن ننفي مبدأ مسؤوليتنا ونشلّ كل مجهود صالح لأجل مجد المسيح، لأن الذي قدَّر النهاية في مقاصده الأبدية، وحتَم وقتها وحدَّد معَالمها، هو بعينه الذي عيَّن الوسائط ورتَّب الأواني ومهَّد السُبُل التي تخدم تلك المقاصد.

قد ننظر إلى الحق من جانب واحد ونغُّض الطرف عن الجانب الآخر، وهذا أيضًا مظهر لعدم الإيمان. ونتيجة هذه النظرة هي أن الرب بقدرته يتداخل ويُقيم أواني غيرنا لكي ينجز بها مقاصده، أما نحن فيستغني عنا، ويضعنا جانبًا بسبب عدم إيماننا. حقًا إن كنا نحجم ونطوي أيدينا عن العمل فإننا نفقد الكرامة والشرف والامتياز والبركة التي هي من نصيب كل آلة وكل آنية يستخدمها الرب في يمينه لإتمام مقاصده الصالحة.

هل كان يمكن للمفلوج الذي حمله أربعة ونقبوا السقف ودلُّوه أمام الرب - هل كان يمكن أن يُشفى ويقوم مُعافى لو أن أولئك الأربعة قالوا في أنفسهم إن أعمال الرب معروفة عنده ولا بد أن تتم مقاصده ويشفي المريض سواء حملناه إليه أو أبقيناه حيث هو؟ ربما كان يُشفى، ولكن ما كان ممكنًا أن يمدح تقاعد هؤلاء الرجال، ولا كان ممكنًا لهم أن ينالوا بركة الوجود في حضرة الله الظاهر في الجسد، وينعَموا برؤية عمل النعمة في شفاء الأمراض وغفران الخطايا. كل هذا كان يتم ولكن على أيدي آخرين نافعين لخدمة السيد. أما هم فإن عدم إيمانهم كان يكون هو سبب حِرمانهم ورفضهم من الخدمة.

أعِنَّا لنَخدم اسمَكَ القدوسْ ونُعلِنْ خلاصَكْ لكلِ النفوسْ
نتَّجِرُ بوزناتِنا إلى أن تجيءْ

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net