الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 7 أغسطس 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
النُّعماء والميراث الحَسَن
حِبَالٌ وَقَعَتْ لِي فِي النُّعَمَاءِ، فَالْمِيرَاثُ حَسَنٌ عِنْدِي ( مزمور 16: 6 )
أيها المؤمن المسيحي: هذه كلمات الرب يسوع مثَلَك الأعلى. كلمات مَن ترك لك مثالاً لكي تتبع خطواته. فقُل لي: هل تشعر أن الحبال وقعت لك في النُّعماء، وأن الميراث حسنٌ عندك؟ إنك لا تحتاج في الإجابة عن هذا السؤال أن تنظر داخلك أو حولك. إنك لا تستمد الإجابة من الظروف والمؤثرات، ولا مما هو مُحيط بك مِن الناس والحوادث، بل انظر إلى فوق، إلى السماء لأن هناك وقعت حبالك، وهناك ميراثك. حبالك وقعت في المنازل الكثيرة في بيت الآبِ في العُلا، وميراثك هو الملكوت الذي لا يتزعزع. قد أُعِدَّ لك كل شيء، ولن يُعوِزك شيء من الخير، فالمسيح نصيبك، والسماء وطنك، والمجد مقرَّك الأبدي، والمحبة التي انتشلتك من النار قد ألبستك ثوب البر الإلهي، وستُلبِسك قريبًا الإكليل، وتجعلك عمودًا في هيكل الله إلى الأبد.

فيجب أن تكون لغتك “النُّعمَاءُ والميراثُ الحَسَن”. صحيح أن طريقك هنا قد يكون وعرًا محفوفًا بالأشواك. قد تكون مُجرَّبًا بالمرض أو الفقر أو الحزن أو أية تجربة أخرى، ولكن تذكَّر أن حبالك وقعت لك في السماوات، وأنت في الوقت نفسه محفوظ بقوة الله وسط هذه التجارب بإيمانٍ للخلاص المُستعَّد أن يُعلَن.

«الربُّ نصيبُ قِسمتي وكأسي. أنتَ قابضُ قُرعتي» ( مز 16: 5 )، في هذا كانت الكفاية لقلب ربنا يسوع، وفي هذا كانت راحته.

أما عن رجائه فيقول: «جسدي أيضًا يسكن مُطمئنًا. لأنكَ لن تترك نفسي في الهاوية. لن تَدَع تقيَّك يرى فسادًا» ( مز 16: 9 ، 10). في هذه الكلمات نجد حقًا ثمينًا هامًا، وهو أن جسد الرب يسوع قد خرج من القبر حاملاً سِمات إتمام الكفارة، ومع ذلك لم تأتِ عليه رائحة الموت، ولم تَدُّب فيه أعراض الفساد، لأنه جسد طاهر ومُقدَّس بلا عيب ولا دَنس. هذا حق أساسي في إيماننا الأقدس لأن بشرية ابن الله الكاملة قد ذاقت الموت، ولكنها لم ترَ فسادًا. وكل مَن ينكر ذلك هو بعيد عن الشركة الروحية مع ابن الله، ومحتاج أن يتعلَّم من الله الحق الأساسي الذي هو سر التقوى، ألا وهو أن «الله ظهر في الجسد» ( 1تي 3: 16 ).

يا ليته يكون لذلك الشخص العجيب الذي هو الله وإنسان، المكان اللائق به في عواطف القديسين. لأنه بقدر ما نهمل التأمل الدقيق في شخصه وعمله، بقدر ما يأخذ الجسد والعالم مكانهما بيننا.

قد صِرتَ لي النصيبْ يا سيدي الحبيبْ
فالإرثُ لي شهيٌ، وحسنٌ بهيٌ مُقدَّسٌ عجيبْ

ف. و. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net