الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 11 سبتمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أمسكتَ بيدي
وَلَكِنِّي دَائِمًا مَعَكَ. أَمْسَكْتَ بِيَدِي الْيُمْنَى ( مزمور 73: 23 )
لو أن الله عامل آساف بما يستحق من معاملة، لكان يقينًا قد طرده من الخدمة، ولم يسمح له مُطلقًا بأن يعود إلى وضعه الأوَّل، إلى محضر الله، ليقود شعبه في التسبيح لإلههم. لكن الله من مُطلق أمانته وصلاحه لم يفعل ذلك. قال داود عن الرب: «لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يُجازِنا حسب آثامنا» ( مز 103: 10 ).

وهو عين ما حدث مع بطرس، فبرغم إنكار بطرس للرب، فإنَّ الرب لم يَنهِ خدمته، بل ويا للعجب كلَّفه بعمل جديد! فبعد أن كان صيَّادًا للناس، فقد صار بعد شرودهِ مهتمًّا بقطيع المسيح، إذ قال الرب له: «أ تُحبُّني؟ ... ارْعَ خرافي ... ارْعَ غنمي!» ( يو 21: 15 -17).

وكم سيكون ذلك اليوم مجيدًا عندما نقف أمام كرسي المسيح، وعندما نعرف كما عُرفنا! سنرى هناك أناة الله وترفُّقه بنا، حتى في تيهاننا ( مز 56: 8 )! وسنعرف نعمته ورحمته المترفِّقَة بشعبه، وسنعرف كيف لم يتركنا الرب عندما فكَّرنا نحن في تركه، ولم يَدَعنا نهوي عندما أردنا أن نسير بمفردنا، وذلك من مُطلَق محبَّته التي هي إلى المُنتهى.

ولكن كيف يُمكننا أنْ نفهم أنَّ آساف شرَد وضلَّ بعيدًا عن الرب، مع أنه يقول له هنا: «ولكني دائمًا معكَ»؟

يُمكننا أنْ نعطي تشبيهًا لذلك بالولد الصغير الذي أراد أبوه أن يُعلِّمه درسًا لا ينساه. لقد أصرَّ الولد وهو يسير وسط الجموع المحتشدة في أحد الميادين، أن يترك يد أبيه، فتركه الأب يسير بمفرده. وفي البداية كان الطفل سعيدًا بتلك الحريَّة، فها هو يسير وحده دون رقيب. إلاَّ أنَّه بعد فترة ليست بكبيرة أحسَّ أنَّه وحيد، وأنَّ كل الوجوه التي يراها غريبة عنه، وأنَّه لا يعرف طريق العودة، وبدأ ينزعج، ثم أخذ يبكي في فَزَع، ويسير على غير هُدى. وإذا بأبيهِ يمسك بيدهِ في اللحظة المناسبة التي كاد الطفل فيها أن ينهار، وأخبره الأب أنَّه لم يُحوِّل عنه عينيه من أول ما اتخذ طريقه بعيدًا عنه. ثم أخبره بخطإ ما فعل، إذ إنَّ هناك أخطارًا وأشرارًا، وعليك في مثل هذا الزحام ألاَّ تترك يد أبيك مُطلقًا.

ويا له من أمر معزٍّ، أنَّ الذي يُمسك بيمينه السبعة الكواكب ( رؤ 1: 16 ؛ 2: 1)، هو الذي يمسك بيمين كلٌ منَّا في رحلتنا نحو السماء.

يقودُني يَقودُني بيَدِهِ يُمسِكُني
نَعمْ هوَ يَقودُني برأيِهِ يُرشِدُني

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net