الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 19 سبتمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبة الآب
اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ ... مِنْ أَجْلِ هذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَاَلُم، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ ( 1يوحنا 3: 1 )
1- طابع المحبة: «انظروا أيَّة محبة أعطانا الآب». هنا الرسول يطلب من القديسين أن ينظروا - أي يلتفتوا ويتأملوا في محيط هذه المحبة الإلهية. وتعبير «أيَّة محبة» هو تعبير للتعجُّب تمامًا كما قيل: «أي انسان هذا؟ فإن الرياح والبحر جميعًا تطيعُهُ!» ( مت 8: 27 ). وأيَّة محبة هذه التي صيَّرتنا أولاد الله؟ ونحن إذا انشغلنا بخلاصنا من الجحيم فقط، نكون قد فكَّرنا في عُمق المحبة مُتناسين طولها وعرضها وارتفاعها. والآب في نعمته لم يُعطِنا من بركاته ولا حتى كل بركاته، ولكنه أعطانا ذات طبيعته؛ محبته والتي جعلتنا أولاده. ما أجودها محبة!! والعطية هنا مُحددة تمامًا أنها محبة الآب، وعمل محبة الآب هذه صيَّرنا أولاد الله. فما هو تقديرنا لهذه المحبة؟ وما مدى انشغالنا بها وتأثيرها في حياتنا؟

2- تأثير المحبة: «حتى نُدعى أولاد الله». وكما أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، هكذا أحب الآب المفديين حتى دعاهم أولاد الله. فالرسول يعزف نصيب القديسين على ذات أوتار يو3: 16. وتعبير «حتى»؛ يُرينا المسافة الشاسعة التي قطعها جنس عبيد الخطية لينتقلوا إلى جنس البنوة الإلهية. ولفظ «نُدعى» ليس أننا نُسمَّى؛ فالأمر ليس تغيير اسم بل تغيير كيان. فمحبة الآب كانت سخية وكريمة ومجيدة حتى صيَّرتنا أولاد الله. وتعبير «أولاد» تعني أننا من الله؛ أفراد عائلته، وهذا يختلف عن كوننا أبناء بالتبني. فالأولاد لهم نفس الطبيعة الإلهية في البر والمحبة. ولم يُسمَع قط قديمًا أن دُعي البشر أولاد الله، وأما في زمن النعمة فالمفديون هم أولاد الله، ولهم سلطان أولاد الله ( 1يو 1: 12 )، وميراثه ( رو 8: 17 ). فنحن لم نَعُد أولاد إبليس، ولا أولاد آدم، ولكننا أولاد الله. فليتنا نسلك هكذا.

3- ضريبة المحبة الإلهية: «من أجل هذا لا يعرفنا العالم». وكما أخذنا مكان الابن تبارك اسمه أمام الآب كأولاد الله، أخذنا أيضًا مكانه أمام العالم. فالعالم لم يعرفه ( يو 1: 10 ) وما زال لا يعرفه، ولا يعرفنا. وسر عداوة العالم لنا هو تغيير جنسيتنا وانتمائنا لله. وأما نحن فعلينا أن نتصرَّف بمحبة تُجاه العالم لأننا أولاد الله.

أبونا السماوي: ونحن نفخَر ببنوتنا ونفرح فرحًا أبديًا بميراث البنين، اسمح وتعال لقلوبنا واطعِمنا محبتك ودرِّسنا أصول بنوَّتك يا أبانا السماوي.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net