الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 25 سبتمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أريحا وأسوارها
وَكَانَتْ أَرِيحَا مُغَلَّقَةً مُقَفَّلَةً ... لاَ أَحَدٌ يَخْرُجُ وَلاَ أَحَدٌ يَدْخُلُ ( يشوع 6: 1 )
أمام أريحا وصل شعب الله إلى نقطة منيعة تَحول دون دخولهم كنعان. فالعدو لنا بالمرصاد ولا يكره شيئًا أكثر من أن يرانا مُتمتعين بامتيازاتنا وشاغلين المركز السماوي الذي لنا. وأول عائق يضعه الشيطان في طريقنا هو الأسوار الشامخة والحصون المنيعة التي يستحيل معها الدخول أو الخروج. وهذا كافٍ جدًا ليُرعبنا ويجعلنا نرتد خائبين، وهذا جلّ ما يبتغيه العدو. وبكل أسف كثيرًا ما ينجح ويصل إلى غرضه، وكل مسيحي لا بد وأن يُقابل عاجلاً أو آجلاً أسوار أريحا. ولست في حاجة لأن أُعدِّد الصعوبات التي تعترض كل نفس، لأنها متنوعة، ولكنها كلها تتلخص في كلمة “حاجز”.

إذا ثَبَّتُ وجهي نحو السماء، فماذا يحل بي؟ أفقد مركزي أو تتأخر ترقيتي، ينصرف عني أصدقائي ويتخلُّون عني، ووالدايّ يعترضانني ويُحاولان منعي، وأعز الناس إليَّ ينفرون منّي، وربما أضطر للانفصال عن المؤمنين الذين بواسطتهم حصلت على الميلاد الثاني. هذه وأمثالها هي الوجوه التي تتمخض عنها أسوار أريحا الشامخة أمام كل نفس قد حلّ بها الذعر والرعب من جراء هذه الصعوبات التي يضعها العدو في طريقه. آه كم مِن المسيحيين يفقدون شجاعتهم عند الحرب ويرتدون خائبين!

ولكن النفس التي هيأها وجهزها الرب للحرب لا ترتد إلى الوراء مهما كانت الصعوبات، فهي تعلم أن في قبضة يدها من وسائل الدفاع ما يضمن لها النصر والفوز، وهي تستعمل هذه الوسائل إلى النهاية. وهذه الوسائل تنحصر في شيء واحد لا سواه، وهذا الشيء بسيط في ذاته ولكنه قوي في فعله، ألا وهو الإيمان «بالإيمان سقطت أسوار أريحا بعدما طيفَ حولها سبعة أيام». فالإيمان هو الثقة، ومُجرَّد الثقة في آخر، هو شخص الرب المبارك، وفي الوقت نفسه تنعدم الثقة بالذات تمامًا. وهذان الأمران متلازمان ولا يفترقان، وكل حاجز يوجِده العدو، وكل مانع يعترضنا في طريقنا يُعطي فرصة للإيمان لتظهَر ثماره. وماذا يجري إذا كانت الأسوار تناطح السحاب؟ وما هي هذه الأسوار أمام الإيمان؟ فالإيمان يعتمد على قوة الله. وهذه الميزة هي أهم ظاهرة يتميَّز بها الإيمان «لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله» ( 1كو 2: 5 )؛ قوة سماوية محضة هي اللازمة في الحرب، وهذه القوة وحدها هي التي تستطيع أن تهدم الأسوار العالية، وأن تزيل كل عقبة في الطريق، وعلى هذه القوة وحدها يستريح الإيمان.

روسييه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net