إننا نتمتع، ونحن هنا على الأرض، بوجود الرب معنا، ولكن هناك في السماء سنكون نحن كل حين مع الرب. وإن كان وجوده معنا أزال من وادي ظل الموت المرارة، وأعطى لوادي البكاء حلاوة، لكنه ما زال هو وادي ظل الموت ( مز 23: 4 )، ووادي البكاء ( مز 84: 6 ). قد نفرح أحيانًا ولكن سرعان ما يأتي ما يُسبِّب الأحزان. فليس العالم الذي نعيش فيه هو مناخ الحياة الأبدية. صحيح إن الحياة فينا، ولكننا لسنا بعد فيها. وعندما نصل إلى جو الحياة الأبدية بالقيامة، حينئذ نستطيع أن نقول: «تُعرِّفني سبيل الحياة».
وفي مزمور 16: 11 نجد وصفًا لِما سنكون عليه في السماء: ونجد فيها بركات خماسية كالآتي:
المكان: أمامك. ما أروع السماء! إن جمال السماء هو أننا سنكون أمامه، وسنكون كل حين مع الرب ( 1تس 4: 17 )
الكمية: شبع. وفي هذا قال المُرنم:
هناك يا سياحُ فيها تمتعوا
وتلذَّذوا بالرَّبِ حتى تشبعوا
طوبى لَكُم أفراحكم لا تُنزَعُ
وقلوبكم للدهـرِ لا تتزعزعُ
الكرامة: في يمينك. قارن مزمور 110: 1. وهل توجد كرامة، أو يوجد عِزّ أعظم من جلوس عروس عن يمين عريسها، الملك الذي يحبها وتحبه؟!
المدة: إلى الأبد. قد نفرح هنا على الأرض في مناسبات يجمعنا فيها الرب معًا، ولكن يأتي وقت ونفترق. أما في السماء فسيتم اللقاء الذي لا يعقبه فراق. إننا هنا تدخلنا قطرات من الفرح، أما هناك فسوف ندخل نحن في ملء الفرح، ونُغمَر فيه بالتمام.
ونحن يمكننا أن نختبر ذلك جزئيًا ونحن هنا على الأرض، عندما يكون لسان حالنا: «جعلت الرب أمامي في كل حينٍ، لأنه عن يميني فلا أتزعزع» ( مز 16: 8 ). فالمؤمن الذي يحظى بجلسة في محضر الرب، يخرج من تلك الحضرة ورائحة السماء تفيح منه؛ يفتح فمه فتخرج منه كنوز روحية، نظراته ونغمات صوته تدُّل على أنه كان يشرب من نهر الحياة، ويتغذى على خبز الله.