الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 4 سبتمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
توقيت الخلاص
فَقَالَ (مَلِكُ إِسْرَائِيلَ): هَكَذَا يَصْنَعُ لِي اللَّهُ وَهَكَذَا يَزِيدُ، إِنْ قَامَ رَأْسُ أَلِيشَعَ بْنِ شَافَاطَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ ( 2ملوك 6: 31 )
إن معجزة الخلاص من حصار السامرة تُحدِّثنا عن شعب جائع، وتُقدِّم لنا صورة للخاطئ الهالك البعيد عن الله. وحصار وعبودية وذل بنهدَد، تُقدِّم لنا صورة لعبودية الشيطان والخطية. وبسبب الجوع أكل الشعب رأس الحمار وزِبْل الحمام «وللنفس الجائعة كل مُرّ حلو» ( أم 27: 7 ). فيا للنجاسة!

وبدلاً من أن المجاعة تجعل الشعب ومَلكهم يفحصون ذواتهم، برهَنت المجاعة على حالة الخراب والتعاسة وتحجُّر العواطف الطبيعية أمام آلام الجوع «أيادي النساء الحنائن طبخَت أولادهُنَّ. صاروا طعامًا لهنَّ» ( مرا 4: 10 ، 2مل6: 29). فيا للقسوة! ويا للشراسة!

والخلاص الذي مِن صُنع الله وحده بالنعمة يضمن الخلاص من الجوع والعطش الأبديين، ومن عبودية الشيطان وذُل الخطية، ومن النجاسة والفساد الأدبي، ومن القسوة والشراسة.

ولقد جاءت كلمات أليشع المُبشِّرة بالخلاص، عندما نسيَ يهورام الملك كل مراحم الماضي، ونسيَ تمامًا أن النبي أنقذ حياته «لا مرة ولا مرتين» ( 2مل 6: 10 ). نسيَ الملك كل هذا وأقسَم في غضبه أن يذبح أليشع، وهو الشخص الوحيد البار في السامرة، «فقال: هكذا يصنع لي الله وهكذا يزيد، إن قامَ رأس أليشع بن شافاط عليه اليوم». وكانت هذه هي لحظة اكتمال إثم السامرة عندما أرادوا أن يقتلوا أليشع الذي يُمثل الله، ولكن كانت أيضًا هي اللحظة المناسبة لإظهار فيض النعمة «وقال أليشع: اسمعوا كلام الرب. هكذا قال الرب: في مثل هذا الوقت غدًا تكون كيلة الدقيق بشاقل، وكيلتا الشعير بشاقل في باب السامرة» ( 2مل 7: 1 ).

وهذا ما فعله اليهود أيضًا مع الرب يسوع المسيح، عندما أنكروا القدوس البار، إذ قال قيافا رئيس الكهنة: «خيرٌ لنا أن يموت إنسانٌ واحدٌ عن الشعب، ولا تهلك الأُمة كلها!» ( يو 11: 50 ). وعندما رُفِع المسيح على الصليب تكميلاً لكأس خطية الإنسان وخرابه، وظهرت قمة شر الإنسان وعداوته لله، ظهر أيضًا قمة صلاح الله ونعمته، وفاضت النعمة بالبركة على الخطاة الهالكين، وانفرجت شفتا النعمة بالوعد الجميل، وبكلمات الغفران والخلاص: «يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون» ( لو 23: 34 ).

نعم، في الصليب وصل الإنسان إلى أقصى حدود تمرُّده وعصيانه، ووصل الله إلى أسمى ذروة في مجد صلاحه وطيبة قلبه، “وكُمِّل رئيس خلاصنا بالآلام” ( عب 2: 10 ).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net