الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 9 سبتمبر 2015 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العصفور والشَرَك
هَلْ يَسْقُطُ عُصْفُورٌ فِي فَخِّ الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ شَرَكٌ؟ ( عاموس 3: 5 )
يُطالعنا سفر عاموس عما يتعرَّض له العصفور من مخاطر، وما يُدَبَّر له في الخفاء للإمساك به. إنه يطير بكل أمان وسلام، وبينما هو يبحث عن شيء يأكله، إذ به يقع في ما قد نُصِبَ له من شَرَك. وهو بذلك ينطبق عليه قول الحكيم: «كطيرٍ يُسرِع إلى الفخ، ولا يدري أنه لنفسهِ» ( أم 7: 23 ).

لكن مَن هو الذي يُدبِّر له ذلك؟ إنه الصياد الذي لا يعرف الشفقة، بل والمجرَّد منها نهائيًا. إنه يتلذَّذ بكل صيد يقع في يده. وهذا يذكِّرنا بأول صياد في الكتاب المقدس “نمرود” «الذي كان جبار صيد أمام (أو ضد) الرب» ( تك 10: 9 ). لقد عادى وقاوم الله، كما كان قاسيًا ورهيبًا. وإن كان نمرود هو أشهر صياد عرفه التاريخ، غير أنه ما كان سوى صورة ورمزٍ لصياد أخطر وأعظم؛ أعني “الشيطان”، والذي قال عنه الربّ إنه: «قتَّالٌ للناس من البَدء» ( يو 8: 44 )، والذي تكلَّم عنه بطرس بأنه «كأسدٍ زائر، يجولُ مُلتمسًا مَن يبتلعُهُ هو» ( 1بط 5: 8 ). إنه لا يصيد طيرًا أو حيوانًا، بل يقتنص نفوسًا لها أرواح خالدة ليهلكها ويُميتها ( 2تي 2: 26 ). إنه عدو كل بر، كما أنه المُقاوم والخصم العنيد للرب.

وأي مصير تعيس ومُظلم ينتظر ذلك العصفور الذي وقع في فخ من لا يرحم ولا يشفق؟! ولكن شكرًا لله من أجل تحريره وعتقه لنا، إذ صار لنا الآن أن نُرنِّم تلك الترنيمة الشجية: «انفلتَت أنفُسُنا مثل العصفور من فخ الصيَّادين. الفخ انكسر، ونحن انفلتنا» ( مز 124: 7 ).

مَن الذي كسر الفخ؟ أ يمكن للعصفور الضعيف أن يفعل ذلك؟! إن الصياد قوي ولا قدرة للعصفور على مقاومته. لكن جاء الأقوى ( مت 12: 29 )، جاء المُحرِّر العظيم الذي قال عن نفسه: «إن حرَّركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا» ( يو 8: 36 ). وما عاد للشيطان الآن أي سطوة علينا بعد أن دُحِرَ تمامًا في صليب المسيح. وقد عَبَّر المُرنِّم عن هذا المعنى الجميل بالقول:

ربي قد بحثتَ عَني فوجدتنـي هنـاكْ... في هلاكْ
في ضلالٍ وابتعـادٍ مثل طيرٍ في شِراكْ... لا أراكْ
فكسرتَ الفـخَّ حالاً بعدَ أن أدمَـت يداكْ....مَنْ سواكْ؟

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net