الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 18 يناير 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المؤمنون .. فرحتي في غربتي
الْقِدِّيسُونَ الَّذِينَ فِي الأَرْضِ وَالأَفَاضِلُ كُلُّ مَسَرَّتِي بِهِمْ ( مزمور 16: 3 )
هناك مصدران أساسيان للفرح الحقيقي في حياتنا كمؤمنين بالمسيح؛ أولهما: الرب المُخلِّص؛ وثانيهما: المؤمنون المُخلَّصون. أولهما مصدره السماء، وثانيهما مصدره الأرض، وفي كليهما لنا حق ونصيب من الأفراح في زمان غربتنا. لقد وجد داود سروره وبهجته في قديسي الأرض وأفاضلها ( مز 16: 3 )، ونحن في يومنا وزماننا نجد أن الأرض ما زالت تذخَر بمثل هؤلاء الأفاضل لسرورنا وبهجة قلوبنا.

والرسول بولس أيضًا كان له ذلك النصيب من الأفراح في مؤمني كنيسة كورنثوس، لكنه في وقتٍ ما رأى ألاّ يذهب إليهم لئلا يُسبِّب لهم حزنًا، فقال: «ولكني جزمتُ بهذا في نفسي أن لا آتي إليكم أيضًا في حزن. لأنه إن كنت أُحزنكم أنا، فمَن هو الذي يُفرِّحني إلا الذي أحزنته؟» ( 2كو 2: 1 ، 2). وكأنه يقول: إن كانت زيارتي ستكون سبب حزن لكم، فهذا معناه جفاف ينبوع أفراحي لديكم.

والكنيسة في فيلبي كانت أيضًا مصدرًا لأفراح الرسول بولس وغبطته، وفي غمرة شعوره العميق بهذا، خاطبهم قائلاً: «يا إخوتي الأحباء والمُشتاق إليهم، يا سروري وإكليلي» ( في 4: 1 ). أ ليس من الأمور المباركة أن تكون الكنائس سبب سرور لخدام الرب الذين يتعبون لأجلهم، إذ يجدون في هذه الأفراح خير معوان في سعيهم وجهادهم حتى نهاية الشوط؟

ومن الأمور المباركة أيضًا أن نرى أحد أفراد الكنيسة يُسبِّب فرحًا كثيرًا لجماعة الرب، كفليمُون المحبوب، الذي كتب له الرسول بولس قائلاً: «لأن لنا فرحًا كثيرًا وتعزية بسبب محبتك، لأن أحشاء القديسين قد استراحت بِكَ أيها الأخ» (فل7). والمؤمنون في أيامنا هذه، في احتياج شديد لأن يكون بينهم مثل هذا الأخ الذي يُبهج قلوب القديسين وينعش عواطفهم.

ولقد وجد الرسول بولس مخزونًا للأفراح لدى تيموثاوس، تلميذه وابنه وصديقه الحميم، فحينما كانا يتلاقيان كانت نفس الرسول تمتلئ بالفرح، لذلك طلب منه وهو في ظروفه الصعبة قُبيل استشهاده قائلاً له: «مشتاقًا أن أراك ... لكي أمتلئ فرحًا». ( 2تي 1: 4 ).

إن كلمات الرسول بولس لفليمون: «نعم أيها الأخ، ليكن لي فرحٌ بِكَ في الرب. أًرِحْ أحشائي في الرب» (فل20)، ما زال يتردَّد صدَاها في أيامنا، مُطالبةً إياي وإياك، أن نتجاوب مع حاجة إخوتنا وأصدقائنا لهذا الفرح الذي ينشدونه وينتظرونه. وهذا ليس بحال تفضلاً منا عليهم، بل إنه حق أصيل لهم.

جوزيف وسلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net