الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 3 أكتوبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مِنطقة الحق
احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ ..فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ ( أفسس 6: 13 ، 14)
إن سلاح الله مطلوب في «اليوم الشرير». وبمعنى عام فطوال فترة غياب المسيح عن المؤمن هو «اليوم الشرير». ولكن توجد مناسبات يقوم فيها العدو بهجمات خاصة على شعب الله، ومثل تلك الهجمات هي «اليوم الشرير» لشعب الله. والمطلوب هو أن نلبس «سلاح الله الكامل». ويصبح الوقت متأخرًا لو لبسنا السلاح أثناء المعركة. والسلاح متى لبسناه، لا يمكن أن نكون في أمان إذا خلعناه، طالما توجد أجناد الشر الروحية في السماويات، حيث حِيَل العدو الخبيثة.

علينا أن نَثبُت مُمَنْطقين أحقاءنا بالحقِّ. وهذه تتكلَّم روحيًا عن الأفكار والعواطف التي تُحفظ بالحق. وعندما نُطبِّق الحق على أنفسنا، ونحكم على كل الأفكار وحركات القلب بالحق، فإننا لا نتحرَّر فقط من عمل الجسد في داخلنا، بل ستُصبح لنا العواطف التي تتشكَّل بحسب الحق، وبذلك يكون لنا فكر التواضع، وأيضًا تتثبَّت عواطفنا في الأمور السماوية.

ولذلك فإن القطعة الأولى من السلاح تُقوِّي الإنسان الداخلي، وتنظم أفكارنا وعواطفنا أكثر مما تفعل في مسلَكنا وحديثنا وطرقنا. وفي أحيانٍ كثيرة نبذل جهودًا واضحة للاحتفاظ بسلوك خارجي صحيح نحو بعضنا البعض، بينما نحن في الوقت ذاته لا نُبالي تجاه أفكارنا وعواطفنا، فإذا أردنا أن نواجه حِيَل العدو فإنه يجب أن نبدأ بأن يكون داخلنا صحيحًا. وكاتب سفر الأمثال يحذرنا من جهة ما تقوله شفاهنا، وما تنظره عيوننا، وما ترتاده مسالكنا، ولكن قبل كل ذلك يقول «فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة» ( أم 4: 23 -27). ويحذرنا يعقوب «ولكن إن كان لكم غيرة مُرَّة وتحزُّب في قلوبكم، فلا تفتخروا وتكذبوا على الحق» ( يع 3: 14 ). فالعداوة والتحزُّب بين الإخوة تبدأ من القلب، ولها جذورها في مرارة الغيرة والحسد. ولكن عندما يكون الحق مُسيطرًا على العواطف، فإن التحزب والعداوة، ومرارة الغيرة وبقية الشرور التي تصدر عن الجسد ستُدان، وعندما نحكم عليها سنصبح قادرين أن نقف ضد حِيَل الشرير في يوم الشر.

ويا للأسف! فغالبًا ما يأتي أيضًا اليوم الشرير ليجدنا غير مستعدين. فنحن نهمل لبس المِنطقة، ولذلك ففي مواجهة الإثارة المفاجئة فإننا نتصرَّف بالجسد، وعندما نُشتَم نَشتِم أيضًا، وبدلاً من احتمال الألم بصبر فإننا نُهدِّد! ليتنا نسعى أن نلبس مِنطَقة الحق، وعندئذ نسلك بأفكار وعواطف محكومة بالحق.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net