الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 6 أكتوبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خدمة حجي النبي (2)
.. هكَذَا قَالَ رَبُّ الجُنُودِ قَائِلاً: هذَا الشَّعْبُ قَالَ: إِنَّ الوَقْتَ لَمْ يَبْلُغْ وَقْتَ بِنَاءِ بَيْتِ الرَّبِّ ( حجي 1: 2 )
بحسب الظاهر والتاريخ أن هؤلاء الراجعين من السبي لم يبنوا الهيكل بسبب أن الأعداء قاموا عليهم واشتكوهم، والإمبراطور أبطل البناء لأن المدينة تاريخها تاريخ العصيان والتمرُّد على الملوك، وهذا واضح من سفر عزرا ص4. فحسب التاريخ نجد أن البناء توقف لأن الملك أبطَلَهُ – لكن لمَّا نأتي للنبوة نجد أن السبب هو حالة قلب الشعب. فالتاريخ يتكلَّم عن الحالة الظاهرة، لكن في النبوة يتعامل الرب مع الحالة الأدبية القلبية، وهذا مبدأ واضح في كلمة الله. ففي الواقع هم لم يبنوا البيت لأن كل واحد منهم كان مهتمًا ببيتهِ، وتركوا بيت الرب خرابًا. والرب كان يعرف الحقيقة، لأنه فاحص القلب ومُختبر الكُلى. فالنبوة في العهد القديم والجديد غرضها كشف حالة القلب أمام الله. في 1كورنثوس 14 لمَّا تحدَّث الرسول عن التكلُّم بألسنة بدون مُترجم، قال: «إذا دخل عاميون أو غير مؤمنين، أ فلا يقولوا إنكم تَهذون؟». بينما لو كان الكل يتنبأ، فإن حالة القلوب تُكشف أمام الله، فإذا دخل أحد غير مؤمن أو عامي فإنه يُوبَّخ من الجميع، يُحكَم عليه من الجميع، وتصير خفايا قلبه ظاهرة، وهكذا يخرّ على وجهه قائلاً: إن الله بالحقيقة فيكم. وهذا ما حدث مع المرأة السامرية عندما مسَّ الرب قلبها وضميرها، فقالت: «يا سيد أرى أنك نبي» مع أنه لم يتنبأ عن شيء مستقبل. فالنبوة ليست قاصرة على إعلان المستقبل لكنها أيضًا إحضار الله، أو إدخالنا نحن إلى حضرة الله فيُكشَف القلب والضمير أمام الله.

لذلك كم نحتاج نحن إلى خدمة الأنبياء الذين يستخدمهم الله بالروح القدس لكي يُحضِروا الله إلى المشهد، ويُدخِلونا نحن أمام الله، فيُكشَف الضمير والقلب، ونحكم على طرقنا الرديئة، ونعترف بحاجتنا للرب.

هذه هي الخدمة النبوية والتي يتحدَّث عنها الرسول بولس في 1كورنثوس 14 فيقول: الذي يتنبأ يتكلَّم ببُنيان أي تقوية، ووعظ أي تشجيع، وتسلية أي تعزية. وحقًا ما أحوجنا إلى هذه الخدمة!

اختبرتَنِي إلَهي وعرفتَ دَاخِلي
وجُلوسي وقِيامـي وجميعَ سُبُلـي
وعرفتَ كُلَّ قَلبي وطرِيقي يا عـلـيمْ

فهد حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net