الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 27 نوفمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المحبة الإلهية في قلوب البشرية
لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ، وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ ( يوحنا 17: 26 )
- يا أبانا الصالح، كم نشكرك لأنك تُطلِع مساكين نظيرنا على صفحاتك الأزلية، فنرى إلهنا المثلث الأقانيم في الأزل، والمحبة الإلهية نَشِطة بين أقانيم اللاهوت. والحب كامل من جانبك أيها الآب، لائق بكمال قلبك. وابن محبتك غرض محبتك هو المُستقبِل الواعي، والمُستودِع المُقدِّر لهذه المحبة، فنراه شبعانًا جدًا بمحبتك. وما أقدسه مناخًا، والنبع فائض، والمنسوب عالٍ جدًا، والمستقبِل كامل!

- وفي الزمان كان ابن المحبة هو المُعبِّر عن حبك أيها الآب، فكان تعبيرًا كاملاً عن طبيعة وحقيقة المحبة، ونموذجًا مَرئيًا لعمق العلاقة بينك وبينه يا أبانا. ولا ننسى يا إلهنا بَذْلك لابنك، لتنقل حب أُبوَّتك لمفديّ نعمتك. لقد خطَوت بحبك الذي بداخلك إلينا يا إلهنا، من خلال الابن الكريم.

- وما أمجدك يا رب وأنت تجعلنا مستودَعًا لذات المحبة الإلهية التي بينك وبين أبيك! وما أقدرك وأنت تُعطي كل واحد من قديسيك القدرة ليستقبل المحبة التي تستقبلها أنتَ. فصار المخلوق الضعيف القاصر المحدود، قادرًا أن يستوعب هذا الغمر الإلهي اللا محدود للحب الأبوي، المتفجر من قلب الآب للابن، بفضل نعمتك يا رب!

- ولكي تضمن سَيِّدي كمال استقبالنا، وتمتُّعنا بهذا الحب، أَمَّنت على ذلك بوجودك الدائم فينا «ليكون فيهم الحب الذي أحببتني بهِ، وأكون أنا فيهم» ( يو 17: 26 ). وكما وجد حب الآب مُستقرَّه وراحته في قلبك، نقولها بثقة البنين، وبكل اتضاع وخشوع، سيجد فينا الشبع والاكتفاء والسرور، طالما أنت فينا مُعين.

- وما أجودك سَيِّدنا بعد أن أشبعت قلوبنا بمحبتك، تُرسِلنا إلى العالم لنستكمل رسالتك! فكما كنت أنت التعبير عن محبة الله للعالم، رفَّعتَ مسؤوليتنا جدًا «كما أرسلتني إلى العالم أرسلتهم أنا إلى العالم» ( يو 17: 18 )، لنُعبِّر عن ذات المحبة للعالم. وكما فاضَ الحب من قلبك إلى قلوبنا، فلا بد لذات الحب الذي نستقبله ونتمتع به، أن يفيض منا لمساكين حولنا في العالم.

- أيها الحب الصافي: نحن غير أَكفاء لمحبتك، ولكن كفايتنا منك ومن محبتك. أعطِنا أن نحبك، نحبك، نحبك يا رب، وننسى كل حب آخر في محبتك! فنتذوَّق محبتك من كل القلب والفكر والإرادة والتصميم والعافية!

عقولُنا صغيـرةٌ أمامَ حُبِّكَ العجيبْ
فأنجِزنَّ في المسيحْ وعدَ مجيئِهِ القريبْ

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net