الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 17 مارس 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أسنات بنت فوطي فارع
وَدَعَا فِرْعَوْنُ اسْمَ يُوسُفَ صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ. وَأَعْطَاهُ أَسْنَاتَ بِنْتَ فُوطِي فارع كَاهِنِ أُونَ زَوْجَةً ( تكوين 41: 45 )
إن التوقيت الذي تظهر فيه “أسنات بنت فوطي” مُلِّذ للغاية، لعدَّة أسباب. فقبل ذِكر اسمها نقرأ أن يوسف دُعيَ مِن السجن ليُفسِّر حُلْم فرعون. ولم يكن أمام فرعون إزاء تفسير يوسف لحُلْمه، وما تركه فيه من التسليم باليقين والاقتناع، إلا أن يقول: «هل نجد مثل هذا رجلاُ فيهِ روحُ الله؟» ( تك 41: 38 )، ويُقرِّر أن يمنح يوسف أسمى مركز، تاليًا له شخصيًا (ع39، 40). وبالاختصار، لقد أُعطيَت “أسنات” ليوسف: (1) بعد انقضاء فترة آلامه. (2) وتالية لتمجيده. وبطريقة مُماثلة، فإن الكنيسة تكوَّنت بعد آلام المسيح وتمجيده ( أف 4: 8 ).

ولكن ماذا عن عائلة يوسف وإخوته الذين باعوه؟ إنهم لم يعرفوا شيئًا عن رِفعته وتمجيده، ولا عن إعطائه “أَسْنَات”. إنهم لم يعرفوه إلا كعبد بيع للأُمم. ومرةً أخرى فهذا يشرح بصورة رمزية جميلة أن الرب يسوع ارتبط بعروسه وهو لم يَزل مرفوضًا من شعبهِ.

وأرجو أن نلاحظ أيضًا كلمات فرعون التي خاطب بها يوسف: «انظر، قد جعلتك على كل أرض مصر» (ع41). أَ ليس هذا صدى للكلمات العجيبة في أفسس 1 عندما يُقرِّر الرسول أن الله أظهر قوته العظيمة تُجاه الرب يسوع المسيح «إذ أقامه من الأموات، وأجلسَهُ عن يمينهِ في السماويات ... وأخضَعَ كل شيءٍ تحت قدميهِ، وإيَّاهُ جعلَ رأسًا فوق كل شيء للكنيسة، التي هي جسده، ملء الذي يملأ الكل في الكل؟» ( أف 1: 20 -22).

إن طريق يوسف ليقتني زوجته كان هو طريق الآلام، ولكن ليس ذلك طريق “أَسْنَات”. فبالنسبة لها كان الارتباط بيوسف معناه الفرح والمجد فقط. كذلك الأمر مع الكنيسة فهي لم تشارك في الآلام لكي ترتبط بالمسيح. والحقيقة أن الكنيسة تُشارك المسيح رفضه، ولكن آلامه على الصليب التي بها اقتنى عروسه، فقد انفرَد بها وحده ( أف 5: 25 ؛ مت13: 46).

وتخيَّل للحظة ما فعله فرعون مع يوسف «أركَبَهُ في مركبتهِ الثانية، ونادوا أمامه: اركعوا» (ع42، 43). وهو الأمر الذي يتناسب مع ذلك العظيم المُقتدر الجبار، الذي لا بد أن يخضع الكون له، بعد زمان آلامه، وبعدما أُعطيَت الكنيسة له.

ويأخذُ المُلْكَ الذي لهُ على الجميعْ
وستراهُ الأرضُ في كُرسيِّهِ الرفيعْ
وستراكِ مَعَهُ في المجدِ والمُلْكِ
بعدَ انقضا الغربةِ والـ آلامِ والضَّنـــــْــــــــكِ

مايكل هاردت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net