الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 28 مارس 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إلهنا نارٌ آكلة
لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى. لأَنَّ إِلَهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ ( عبرانيين 12: 28 ، 29)
نحن نفرح عندما نتكلَّم عن الله “كالآب”، وما أعز هذا الاسم عندنا! إنه يُخبرنا عن النسبة العجيبة التي أُعلِنت لنا لأول مرة من فم الرب نفسه، بعد قيامته، وفيها كل معاني الصِلة والقرابة والمحبة.

ولكن من الواجب أيضًا أن نتذكَّر حقيقة أخرى خصوصًا في هذه الأيام. مكتوب في عبرانيين 12: 29 «لأن إلهنا نارٌ آكلة». وهذا ليس معناه “الله منفصلاً عن المسيح” كما يزعم البعض خطا، ولكنه «إلهنا»! الإله الذي يعترف به المؤمنون المسيحيون. حقًا كم يجب أن تنطبع عبادتنا وصلواتنا وخدمتنا بطابع الاحترام والتقوى! التقوى التي اتصف بها ربنا في أيام جسده ( عب 5: 7 ).

يقول موسى في تثنية 4: 24 «لأن الرب إلهكَ هو نارٌ آكلة، إلهٌ غيورٌ». وإشعياء النبي يقول: «أنا الرب هذا اسمي، ومجدي لا أُعطيهِ لآخر، ولا تسبيحي للمنحوتات» ( إش 42: 8 ). إن الجو الذي يُحيط بالمؤمن في هذا العالم مملوء بالأخطار، والناس في هذه الأيام ينظرون إلى أمور الله باستخفاف، ناسين أنه هو إله القداسة والحق، كما أنه هو إله النعمة والمحبة أيضًا، فعلينا أن نسهر ضد روح الاستخفاف هذه التي تُميز هذا الجيل.

إزاء قول الرب: «إني مرة أيضًا أُزلزل لا الأرض فقط، بل السماء أيضًا» ( عب 12: 26 )، يكتب الرسول إلى العبرانيين ليحثهم وإيانا أن «نخدم الله خدمة مرضية، بخُشوع وتقوى». كذلك عندما يكتب الرسول بطرس في رسالته الثانية عن انحلال كل العناصر، ينهضنا بالقول: «أي أُناس يجب أن تكونوا أنتم، في سيرة مقدسة وتقوى؟» ( 2بط 3: 11 ).

حقًا إذا كانت النفس في كل شيء تضع ذاتها في حضرة الله، فلا بد أن يسودَها شعور بجلال وقداسة ذاك الذي ارتبطنا به.

أوَ لسنا الآن نلمس بوادر “زَلزِلة كل الأشيَاء”؟ إن القلق والاضطراب يسودان نواحي العالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وماذا يا ترى تكون الحال بعد أن تؤخذ كنيسة الله لمُلاقاة الرب في الهواء، وترتفع قوة الروح القدس – القوة الحاجزة – من هذا العالم؟ إن كل هذه الحقائق من شأنها أن تُنهض جميع أولاد الله الذين استولَت عليهم الأحزان والكآبة، يا ليتها تولِّد فينا جميعًا شعور الاحترام لشخص ربنا المبارك ولاسمهِ القدوس.

يا إلهي هبني قلبًا يَقصِدُ مسرَّتكْ
فأعيش وِفق قولكْ عاملاً مشيئتكْ

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net