الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 4 مارس 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طعامٌ من الحقل!
وَخَرَجَ وَاحِدٌ إِلَى الْحَقْلِ لِيَلْتَقِطَ بُقُولاً، فَوَجَدَ يَقْطِينًا بَرِّيًّا، فَالْتَقَطَ مِنْهُ قُثَّاءً بَرِّيًّا مِلْءَ ثَوْبِهِ ( 2ملوك 4: 39 )
إن الحقل في الكتاب دائمًا يرمز إلى العالم، والبيئة العالمية التي لا يُمكن أن تُضيف شيئًا مُفيدًا إلى الطعام الذي من السماء ( مت 13: 38 ). لقد أعدَّ الرب الإله وليمةً شهية لآدم في الجنة عندما قال: «من جميع شجر الجنة تأكُلُ أَكلاً»، لكنه أراد أن يضيف شيئًا للقِدْر، فأخذ من “شجرة معرفة الخير والشر”، وبذلك أفسدَ كل شيء، وجلَب الموت لنفسهِ ولكل الجنس البشري من بعده.

والمؤمنون في كولوسي في يومهم كانوا في خطر أن يبحثوا عن إضافة الفلسفة البشرية والتقاليد اليهودية والخرافات العجائزية إلى الامتيازات المسيحية. لقد أضاف المُعلِّمون الكَذبَة قُثَّاء برِّيًّا إلى القِدْر السماوية. وبدلاً من أن يُحضِروا النفس إلى علاقة أقرب مع الله، فإن هذه المجهودات أدَّتْ إلى تباعُد النفس عن الله.

إن ذات المنظر يتكرَّر بإضافة الناموس إلى النعمة فيُفسد جمال نعمة الله. وهذا ما حارب لأجله الرسول في غلاطية.

وفي حياتنا العملية قد لا يقتنع الشخص بما رتَّبه له الله من نصيب، وقد لا يشعر أنه كافٍ، فيطمع في إضافة أشياء أخرى ليست من ترتيب الله، لكي يُرضي نفسه «المياه المسروقة حلوة، وخبز الخُفيةِ لذيذٌ» ( أم 9: 17 ). لكن هذا لن يحظى مُطلقًا بمُصادقة السماء، والنتيجة أن يحل الموت في القِدْر.

أليشع على أي حال كان عنده الحل الشافي؛ لقد أخذ دقيقًا وألقاه في القِدْر «فكأنه لم يكن شيءٌ رديءٌ في القِدْر» (ع41). والدقيق هو رمز واضح للرب يسوع المسيح في كمال ناسوته (لا2). إنه العلاج الناجع والمُضاد الفعَّال لكل السموم التي يُقدِّمها العالم.

هذا ما فعله الرسول بولس وهو يواجه الخطر الذي كان يُهدِّد المؤمنين في كولوسي. لقد اكتشف الرسول السُّم المُميت الذي للفلسفة البشرية والأدب الإنساني، تقديس أيام مُعيَّنة، التقاليد الدينية، عبادة الملائكة، والخرافات التي لها حكاية حكمة. وإزاء كل هذه السموم وتأثيرها على الحياة المسيحية، قدَّم المسيح في كل أمجاده كرأس الكنيسة التي هي جسده، كما لو كان يلقي الدقيق في القِدْر.

وموسى في يومهِ قد عمل شيئًا مُماثلاً في مارة. عندما ألقى الشجرة في المياه المُرَّة فصارت عذبة ( خر 15: 23 - 25). إنه أيضًا شخص المسيح الذي بدخوله في مشهد الخطية قد أزال مرارة الموت. وهو على الدوام العلاج الفعَّال لكل المتاعب والمشاكل في الطريق، وكل مرار في حياتنا.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net