الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 6 مارس 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الصليب
لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ ...)عبرانيين 2: 14، 15)
في الصليب ظهرت حقيقة الخير والشر. في الصليب تجلَّى الموت بسلطانه المُرعب. في الصليب أتت الخطية في طابعها المُخيف وآثارها المُدمرة. في الصليب تجلَّت كراهية الإنسان لكل صلاح. على الصليب، كان ابن الله حاملاً الخطية قدام الله، ولكن من هناك وصلت إلينا الحياة الأبدية التي لن يمسَّها الموت. أين تجلَّى - إلا عند الصليب - الانحناء، في ضعف، تحت ثقل الموت، في ذلك الذي ذاب قلبه كالشمع في وسط أمعائه؟ لكن عند الصليب ظهرت القوة الإلهية التي حملته خلال ذلك الضعف.

هل أريد أن أعرف ما هي الخطية؟ فلأرفع بصري إلى الصليب. ما هو البر؟ لأرفع بصري إلى الصليب. ما هي البغضاء لغير سبب؟ أرفع بصري إلى الصليب. ما هي المحبة بغير حدود أو قيود؟ أرفع بصري إلى الصليب. ما هو قضاء الخطية؟ أرفع بصري إلى الصليب. ما هو العِتق والسلام؟ أرفع بصري إلى الصليب. ما هو الغضب الإلهي ضد الشر؟ أرفع بصري إلى الصليب. ما هو الرضى الكامل بما قد مجَّد الله إلى التمام؟ أرفع بصري إلى الصليب. هل أريد أن أعرف العالم تحت تأثير الشيطان، ثائرًا فائرًا يبغي التخلُّص نهائيًا من إله المحبة؟ أرفع بصري إلى الصليب. والله بهذا العمل بالذات يُخلِّص وينقذ الإنسان ويصنع صُلحًا وسلامًا بدم ابنه العزيز. كما هو مكتوب: «لكي يبيد بالموت ذاكَ الذي له سلطان الموت، أي إبليس، ويعتق أولئك الذين – خوفًا من الموت – كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية» ( عب 2: 14 ، 15).

قد تتساءل يا عزيزي القارئ: لماذا إذن لا نزال في عالم كهذا؟ يعلِّمنا الكتاب أن الله لا يزال في نعمته يقود النفوس لكي تستفيد من هذا العمل العظيم، إنه عالم البؤس والحزن والظلم. فلو شاء الله أن يتدخل لإحداث تغيير فيه فلا بد أن يكون ذلك عن طريق الدينونة وإغلاق زمان الرحمة. بيد أنه تعالى لا ينفِّذ هذه الخطوة ما دام هنالك مَن هو مستعد للسمَع. ومن هنا فإنه يسمح للشر أن يأخذ مجراه، وهو الشر الذي لا بد أن يدينه. ويسعدنا نحن المؤمنين أن يمتد زمن الرحمة للآخرين. عالمين أن النهاية ستكون فرحًا أبديًا مع المسيح في السماء. فقد مضى لكي يُعِّد لنا مكانًا وسيأتي أيضًا ليأخذنا إليه، حتى حيث يكون هو نكون نحن أيضًا معه.

قد محَا عند الصليبْ دَمُ ربي إثمي
وعن القلبِ الكئيبْ زالَ كلُّ الهَمِّ

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net