الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 8 مارس 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صف من زجاجات الأدوية
اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ ( 1تسالونيكي 5: 18 )
كان “روبرت لويس ستيفنسن” طريح الفراش طوال سنوات عديدة بسبب مرض السُّل الذي كان يُعاني منه. كان ضعيفًا وهزيلاً جسديًا، ولكن كان عنده إيمان كبير بالله، فكان دائمًا شاكرًا ومتهللاً، واثقًا في محبة الله التي لا تتغير، وفي حكمته التي لا تُخطئ قط. سَمِعَتهُ زوجته في أحد الأيام يسعل سُعالاً شديدًا، فقالت له: “أظن أنك ستقول لي إن هذا اليوم هو أيضًا يومٌ جميلٌ!”. أجابها “ستيفنسن” وهو ينظر من نافذته إلى جمال الطبيعة في الخارج، وقال: “نعم، إني أعتقد ذلك، ولن أدَع صفًا من زجاجات الأدوية يحجب الأفق الجميل الذي أمامي”!

كان للرسول بولس وجهة نظر مُماثلة في هذا الموضوع. لقد كانت لديه تجربة جسدية معيَّنة سمح الله أن تُبتلى بها حياته، وصفها بأنها شوكة في الجسد. ولقد تضرَّع الرسول ثلاث مرات إلى الرب بهذا الشأن لكي يُفارقه ذلك العائق، ولكن الله لم يستَجِب لطِلبته، وهو الذي كان يشفي الآخرين! ولكنه أظهر له أن القوة الإلهية تُكمَل فقط في الضعف البشري، وهذا ما أراح الرسول بولس، ولم نَعُد نقرأ أنه تذمَّر يومًا، أو ندَب حظه، أو تذرَّع بضعفه كمُبرِّر لكي يشكو همُّه. بالعكس؛ لقد استخدم الرب الشوكة لإنجاح عمل الرب من خلال إبقاء الرسول بولس متواضعًا، لأن خدمة المسيح الناجحة تعتمد كثيرًا على خادم ضعيف. وبقدر ما يكون هذا الخادم ضعيفًا، تُرافق قوة المسيح كرازته. ومن هنا، عوضًا عن التذمر والاعتراض من جراء الشوكة، أخذ يفتخر بالحري في ضعفاته. إنه الآن يريد أن يجثو على ركبتيه ويشكر الله لأجل تلك الضعفات. إنه يحتملها بكل شكر وسرور ما دام ذلك يؤول إلى حصوله على قوة المسيح ( 2كو 12: 7 -10). وما أعظم هذا الدرس! إذ إن الطبع المتذمر قد يُعكّر صفو رؤيتنا الروحية، ولكن الإيمان والرجاء بالرب خلال وضع مثل ذلك، قد يكشفان آفاقًا واسعة أمام المؤمن. وقد لا ننال نجاتنا من ضيقاتنا، ولكن بالرغم من ذلك لنا السلام عينه الذي عبَّر عنه الرسول بولس. ونستطيع - بفضل القوة التي يمنحها الله لنا - أن نُردِّد مع “ستيفنسن”: “إن صفًا من زجاجات الأدوية لا يستطيع أن يحجب الأفق الجميل الذي أمامنا”!

إِنَّ جُودَ اللهِ يَدْعُـو لِلسُّرورْ زَمَنَ الْخَيْرِ وفِي وقتِ الشُّرُورْ
فَمَتَى أَمْسَتْ رَحَى البَلوَى تَدُورْ بَرَكَاتِ الرَّبِّ عَدِّدْ شاكرًا

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net