الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 14 إبريل 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لوط وخدمة الملائكة
فَجَاءَ الْمَلاَكَانِ إِلَى سَدُومَ مَسَاءً، وَكَانَ لُوطٌ جَالِساً فِي بَابِ سَدُومَ ( تكوين 19: 1 )
في تكوين 18 ظهر الرب لإبراهيم ومعه ملاكان، أما في تكوين 19 فنحن نرى الملاكين فقط ذاهبين إلى سدوم. ورأينا أيضًا إبراهيم في باب خيمته يتمتع بالشركة الحلوة مع الرب، بينما لوط الذي كان جالسًا في باب سدوم لم يحظَ بزيارة الرب له. صحيح إن نفسه كانت مُعذَّبة بأفعال أهل سدوم، لكن لم تكن له الشركة مع الرب. وأيضًا رأينا الرب يأتي لإبراهيم في حر النهار، بينما نرى الملاكين يأتيان إلى سدوم مساءً. يأتيان لا ليقدِّما شهادة علَنية لسدوم، بل جاءا سرًا في المساء ليُنقذا مؤمنًا مغلوبًا من وسط نيران القضاء ( تك 18: 1 ؛ 19: 1).

ونتعلَّم من كلمة الله أن خدمة الملائكة لها هاتان الصفتان: الأولى، تنفيذ قضاء الله. والثانية، هم «أرواح خادمة مُرسَلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص» ( عب 1: 14 1كو 3: 15 ). ونرى هاتين الخدمتين في سدوم؛ فجاءا ليُهلكا المدينة، وليُخلِّصا لوط. ولوط في هذه الحالة صورة للذين يخلصون، ولكن كما بنار (1كو3: 15).

لوط، وهو مؤمن حقيقي، استطاع أن يُميِّز الزائرين السمائيين ويعاملهما بكل احترام، فيطلب أن يُكرمهما ويَقيهما من إهانات أهل سدوم، لكنه يرى نفسه غير قادر على أن يضع حدًا لشر أهلها، إلى درجة أن عرض ابنتيهِ لتهدئة الحالة، لكن تصرُّفه هذا أهاج أهل سدوم أكثر. فقالوا له: «ابعُد إلى هناك. ثم قالوا: جاء هذا الإنسان ليتغرَّب، وهو يحكم حُكمًا. الآن نفعل بك شرًا أكثر منهما» ( تك 19: 9 ). ومن المؤكد أن كلمات التهديد هذه كانت تُعذّبه وهو يسمعها. ولم يستطع أن ينجو من ثورة الغوغاء لولا تداخل الملاكين اللذين أنقذاه من أيديهم.

وكانت توجيهات الملائكة للوط أن يُحذِّر أقاربه، ويقول لهم: إن الرب مُزمع أن يُهلِك المدينة. وهذه التوجيهات أظهرت هذه الحقيقة: أن المؤمن الذي يوجد في مركز لا يليق به لا تكون له قوة للشهادة. فنقرأ: «فخرج لوط وكلَّم أصهاره الآخذين بناته وقال: قوموا اخرجوا من هذا المكان لأن الرب مُهلِكٌ المدينة. فكان كمازحٍ في أعين أصهارِهِ» ( تك 19: 14 ). نعم كان يشهد للحق، لكن الحق دانَهُ. هل كان لوط حقًا يُصدِّق أن الرب مزمع أن يُهلِك المدينة؟ إن حياته كانت على نقيض شهادته، فلا عجب إن ظهر في عيونهم كمازح. وهل نعجب إذا كنا نرى أهل العالم لا يُعيِرون التفاتًا للتحذيرات التي يتكلَّم بها البعض مِمَنْ هم خدام للديانة المسيحية، ولكنهم قادة في الأمور العالمية أيضُا؟

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net