الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 15 مايو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
من النهر يشرب
مِنَ النَّهْرِ يَشْرَبُ فِي الطَّرِيقِ، لِذَلِكَ يَرْفَعُ الرَّأْسَ ( مزمور 110: 7 )
كم تتضمَّن هذه الكلمات من معاني! إنها صورة إنسان مُسرِع في الطريق لتتميم مُهمَّته. وعندما نرجع بأفكارنا إلى الوراء في زمان جدعون ورفقائه، الذين أقامهم الرب لخلاص شعبه، والذين شربوا من النهر في الطريق (قض7)، كان هناك ثلاث مئة من المختارين لهذا الخلاص الحاضر. أما يسوع فبمفرده تحمَّل مسؤولية الخلاص الأبدي. لم تكن لديهِ من المؤونة والإمدادات سوى الماء الذي يُروي عطشه، ولم يتحوَّل عن طريقه الذي كان يسعى إليه. إنه لم يَجثُ على ركبتيهِ بجانب النهر لكي يشرب وهو مُسترخ.

هل لاحظت في الأناجيل كم من المرات شرب المُخلِّص من النهر في الطريق؟ عند بئر سوخار، عندما مسَّ ضمير المرأة السامرية، ذاك الذي طلب منها أن يشرب، لم تعرف أن تُعطيه رشفة ماء، لكن النهر كان مُنسابًا في طريق المُخلِّص، وبأي فرح روى عطشه إذ قال: «أنا لي طعامٌ لآكل لستُم تعرفونَهُ أنتم؟» ( يو 4: 32 ). وعلى مائدة فريسي كانت هناك امرأة خاطئة مُدَانة بخطيتها، ولكنها أحضرت معها دموعها وقُبلاتها وطِيبها الذي مسحت به رجليه اللتين سعى بهما لإظهار نعمته؛ ذاك الذي يُمكنه بمفرده أن يغفر. فلم تكن مائدة سمعان الفريسي هي التي شارك بها المُخلِّص، ولكن المائدة التي أعدَّها الله في قلب هذه المرأة.

وبينما كانت مرثا «مُرتبكة في خدمةٍ كثيرة»، تجهز لقبول يسوع في بيتها، فإنه شرب من النهر في الطريق، إذ كانت عيناه مستقرتان على مريم، التي جلست عند قدميه صامتة لتُصغي إليه، حيث اختارته النصيب الصالح. وفي نهاية مساره هنا فوق الأرض، وعندما وصل الألم إلى ذروته وهو فوق الصليب، كان النهر موجودًا، حيث توقعت مريم يوم دفنه، فسبقت وسكبت كل طيبها على قدمي ورأس المُخلِّص، قبل أن يصل - تبارك اسمه - إلى الصليب.

مبارك أنت يا مُخلِّصنا! لقد شربت من النهر في الطريق ولكنك رفعت الرأس. والآن تُقيم في أسمى مكان، جالسًا في عرش أبيك. ووجودك في العلاء هو شهادة ثابتة هناك. وبفضل هذا العمل فإن الله يُقدِّم لك التحية كرئيس الكهنة إلى الأبد لأجلنا على رتبة ملكي صادق. ولكنك ستشغَل عرشك عن قريب، وستجعل أعداءك موطئًا لقدميك، وعندئذٍ نكون معك، إذ ترى من تعب نفسك وتشبع!

هل ليسوعَ من مَثيلْ في الطُهرِ والجمالْ
في شخصِ ذا الفادي الفَريدْ تجسَّمَ الكمَالْ

هنري روسييه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net