الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 20 مايو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بُطء الإيمان
وَأَتَى إِخْوَتُهُ أَيْضًا وَوَقَعُوا أَمَامَهُ وَقَالُوا: هَا نَحْنُ عَبِيدُكَ ( تكوين 50: 18 )
إن بُطء إيماننا وضعف ثقتنا هو عِلَّة الضعف وسر الفشل ومنبع الخيبة وسبب التقصيرات. فكم مِن الانزعاج يستولي علينا! وكم من القلق يملك زمامنا بينما كان ينبغي أن نبقى هادئين واثقين في الله! فيحِّل بنا الغم والهم والنكد عوضًا عن الاستناد على القدير، فعيوننا تلتفت إلى هنا وهناك، ونلجأ إلى البشر، وننتظر النجاة من الإنسان، بينما كان من اللازم أن نكون «ناظرين إلى رئيس الإيمان ومُكمِّلِهِ يسوع» ( عب 12: 2 ). وكم نعاني من الخسائر من جراء ذلك! بل كم نجلب من الإهانة على اسم الرب في طرقنا!

وليس هناك ما يحملنا إلى التذلُّل نظير ميل قلوبنا إلى الارتياب في الرب وعدم الثقة فيه متى تصدَّرت لنا الصعاب ونزلت بنا نوازل الأيام. لا جدال أننا بذلك الشك نُحزن قلب الرب يسوع ونؤلم عواطفه، لأن ضعف الثقة من شأنه أن يجرح قلب المُحب. تأمل مثلاً في المشهد الذي حدث بين يوسف وإخوته: «ولمَّا رأى إخوة يوسف أن أباهم قد مات، قالوا: لعلَّ يوسف يضطهدنا ويرُّدُ علينا جميع الشر الذي صنعنا به. فأوصُوا إلى يوسف قائلين: أبوك أوصى قبل موتهِ قائلاً: هكذا تقولون ليوسف: آه! اصفح عن ذنب إخوتك وخطيتهم، فإنهم صنعوا بِكَ شرًا» ( تك 50: 15 - 17).

فيا له من نكران للجميل وتنكُّر للنعمة وجحود بالمحبة ونسيان للحنان الذي عاملهم به يوسف حتى أساءوا إليه! وكيف جالَ بظنهم أن ذاك الذي غفر لهم تمامًا وصفح عن ذنبهم صفحًا كاملاً، واستبقى حياتهم حينما كانوا في قبضة يده، كيف يعود بعد سنين هذا عددها وبعد مُعاملة الإحسان والرأفة ينقلب عليهم، فينتقم منهم في غضبه؟ فما أسوأ هذه الإساءة التي بدرَت منهم! ولا غرابة أن نقرأ: «فبكى يوسف حين كلَّموه».

ما أبلغ هذه الدموع! وما أفصح تعبيرها لترُّد جوابًا ولتُسكِت خوفهم غير اللائق، وتُبطِل سوء ظنهم! فهطلت دموع يوسف وفاضت عَبراته، وهذه هي المحبة وإلا فلا. «فقال لهم يوسف: لا تخافوا. لأنه هل أنا مكان الله؟ أنتم قصدتم لي شرًا، أما الله فقصَدَ بهِ خيرًا، لكي يفعل كما اليوم، ليُحيي شعبًا كثيرًا. فالآن لا تخافوا. أنا أعولكم وأولادكم. فعزَّاهم وطيَّب قلوبهم» ( تك 50: 19 -21).

يا ليت الروح القدس يُولِّد في قلوبنا الجرأة والثقة في ربنا يسوع والدالة عليه. هذا ما يعوزنا الآن. فزِدنا يا رب منه.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net