الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 14 يونيو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ليلٌ يدوم
.. هُناكَ يستَقِرُّ الليلُ و يَجِدُ لنَفْسِهِ مَحَّلاً ( إشعياء 34: 14 )
هذهِ الآيةُ المذكورةُ أعلاهُ، تأتي على مشارفِ الآياتِ الختاميةِ لهذا الأصحاح (إش34). وهو في مجموعِهِ ينطِقُ بالقضاءِ الختامي على أدومَ. وهو أيضًا يتجه في لُغتِهِ القضائية إلى تصويرِ الليلِ الدائِمِ بكل خرائبِهِ وأهوالهِ الأبديةِ: فنقرأ في (ع5) عن سيفٍ يَهوي، (ع6) عن ذبيحةٍ وذبحٍ عظيمٍ، (ع7) عن أرضٍ تُروَى بالدمِ وتُرابٍ من الشحمِ يُسَمَّنُ، (ع8) عن يومِ انتقامِ وسنةِ جزاءٍ، (ع9) عن أنهارِ زفتٍ وكبريتٍ واشتعالٍ، ثم نقرأُ تصريحًا في (ع10) عن دُخانٍ يصعَدُ إلى أبدِ الآبدين، ثم نقرأ وعيدًا مُرعِبًا في (ع16): «فتِشوا في سفرِ الربِّ واقرأوا. واحدةٌ من هذهِ (أي من هذهِ المصائب) لا تُفقَدُ. لا يُغادِرُ شيءٌ صاحِبَهُ»؛ أي ستتواكَب البلايا وتتفق النائباتُ الأبدية وتأتي معًا. ولماذا الليلُ بالذاتِ، بالارتباطِ بأدومَ؟ أ ليس من نصيبِ الرافضين جميعًا هولُ هذا الليل؟ بلىَ هو من نصيبِ كُلِ مَن رفض ابنَ اللهِ سواسيةً، ولكنَهُ يُذكَر بالارتباطِ بأدومَ خصيصًا، وذلِكَ لأن قبلَ هذهِ الأصحاحات ليس بكثيرٍ، تَهَكُّمَ أدومُ من فكرةِ انقشاعِ ليلِ غربةِ المؤمنين وذيوعِ بشائِرِ الصُبحِ. ففي إشعياء 21: 6- 11 نقرأ عن الحارِسِ واقفًا على المِرصَدِ وعلى المحرَسِ ليُراقِبَ ما يقولهُ له الربُّ لنجاةِ شعبِ الربِّ، ولقد أخبَرَهُم بالفعلِ، بأن الخلاصَ باتَ وشيكَ الحدوثِ وأن الليلَ سينتهي بالنسبةِ لشعبِ الله. ولقد وَعَدَ اللهُ بإبطالِ أنينِهم وبظهورِ صبحٍ مُبين أو ظهورِ شمسِ البرِّ والشفاءُ في أجنحتها بالأحرى، فنقرأ: «صَرَخَ إليَّ صارِخٌ من سعيرَ. يا حارسُ، ما من الليلِ؟ يا حارسُ، ما من الليلِ؟». وكانت هذهِ صرخةُ أدومَ للاستهزاءِ، فأرادَ أن يقولَ للحارسِ: أنتم تتوهَّمونَ الصبحَ وتنشِدونَ لفوحِ نهارٍ، ولقد طالَ النشيد وأراكَ عن فكرِ الصوابِ بعيد، فكم بقيَ من الزمنِ المديد حتى يُسدَلَ الستارُ على ليلِكم، ويظهَرَ صبحُكم وقد توهمتموه مجيدًا؟ وهذهِ هي لغةُ دومةَ أو أدوم المُتحدي، الذي أطاحَ بكُل الرؤى التي رآها الحارِسُ وبكُلِ إعلاناتِ المرصَدِ. فإن كنا نحن نستخدم هذهِ العبارات لإبرازِ حنينِنا للربِّ ولفوْحِ النهارِ وللظهور في المجدِ وللأرضِ التجديد، ولكن من جهةِ أدوم كانت هذهِ لغة التهكُّمِ الشديد.

فالليلُ كادَ ينتهي والكوكَبُ المُنيرُ لاحْ
والمُلْكُ سوفَ يَبتدِي وتُشرِقُ شمْسُ الصباحْ
نعمْ آمينَ فتعالْ أنْجِزْ لنا صِدْقَ المَقالْ

بطرس نبيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net