الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 22 يونيو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سعداء هم الجياع!
طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ ( متى 5: 6 )
لقد سبق هذا التطويب الرابع من عِظة المسيح فوق الجبل، ثلاثة تطويبات:

أولاً: طوبى للمساكين بالروح، وهم الذين لم يجدوا في داخل نفوسهم أي صلاح. ثانيًا: طوبى للذين إذ أدركوا هذا الحق تجاوبوا معه، فحزنوا على حالهم. وثالثًا: طوبى للودعاء، وهم كل مَن اقتنع عميقًا في داخل نفسه أنه لا شيء، ولا يستحق شيئًا.

لكن مع أهمية كل ما سبق، فإنه لا يكفي. نعم لا يكفي أن أحزن على خطايا الماضي، بل يجب أن أتبع ذلك بالجوع إلى البر المستقبل.

والآن عزيزي، هل أنت مُكتفٍ بما أنت فيه؟ هل أنت مقتنع بأعمالك أو تقواك، وتعتقد أنك تقدر أن تظهر بهذه الأعمال أمام الله القدوس الذي عيناه تخترقان أستار قلبك، وتعرفان ما يجول بفكرك؟ أم أنك جائع وعطشان إلى البر الحقيقي؟!

ربما يكون السبب في عدم شبعك إلى الآن أنك لم تَجُع بعد. ومن قصة الابن الضال (لوقا 15) نتعلَّم أن الجوع كان خطوة لازمة في طريق الشبع؛ ومع ذلك فلا يكفي الجوع وحده، بل يلزم التضوُّر جوعًا. فعندما تضوَّر الابن جوعًا في الكورة البعيدة، وعندما لم يجد ولا حتى طعام الخنازير، وعندما قال: «أنا أهلك جوعًا!»، فإنه، إذ ذاك، لم يكن بعيدًا عن الوليمة العظيمة والعجل المُسمَّن على مائدة أبيه. ويقول إشعياء: «البائسون والمساكين طالبون ماءً ولا يوجد. لسانهم من العطَش قد يَبِسَ. أنا الرب أستجيب لهم» ( إش 41: 17 ).

إن الإنجيل يُقدِّم لنا خبرًا عظيمًا عن بر عجيب مُقدَّم مجانًا، به وحده يمكننا أن نظهر أمام الله «المسيح يسوع الذي صارَ لنا حكمةً من الله وبرًا وقداسةً وفداءً» ( 1كو 1: 30 ). أما الكُلفة العجيبة كيما نتمتع بهذا البر، فهي أن الله جعل ربنا يسوع المسيح، عندما عُلِّق على الصليب، جعله خطيةً لأجلنا .. «لأنَهُ جعل الذي لم يعرف خطية، خطيةً لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيهِ» ( 2كو 5: 21 ).

طوباك إن اشتقت إلى ذلك البر، فإنك ستشبَع. طوباك إن اشتقت أن تكون في الحالة المتوافقة مع الله، واتجهت بقلبك إلى صليب المسيح. طوباك إن رغبت مُخلِصًا في التحرُّر من سلطان الخطية ووضعت ثقتك في روح الله القدوس. طوباك إن رغبت في أن تكون لك شركة عملية مع الآب ومع ابنهِ في النور، فإن الآب السماوي سيعمل فيك أن تريد وأن تعمل من أجل المسرَّة.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net