الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 7 يونيو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
روح المجد والله
إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ، فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ ( 1بطرس 4: 14 )
كثيرًا ما ننظر إلى الاضطهاد كأمر غريب وشاذ، ونُفاجأ عندما يتعيَّن علينا أن نتألم. لكن الرسول بطرس يدعونا إلى اعتبار هذا اختبارًا طبيعيًا في الحياة المسيحية «لا تستغربوا البلوى المُحرقة التي بينكم حادثةٌ، لأجل امتحانكم، كأنه أصابكم أمرٌ غريب» ( 1بط 4: 12 ). فلا حق لنا انتظار أن يُعاملنا العالم بشكل أفضل مما عامَل مُخلِّصنا «وجميع الذين يُريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطَهدون» ( 2تي 3: 12 ). وهذا يصحّ بشكلٍ خاص على الذين يأخذون موقفًا صريحًا مع المسيح، إذ يُصبحون محطّ هجوم وحشي وشرس.

إن امتياز المشاركة في آلام المسيح، يجب أن يُسبِّب لنا فرحًا عظيمًا. ليس بوِسعنا، بالطبع، أن نُشاطره آلام الفداء، فهو وحده مَن يحمل الخطايا عوضًا عن الناس؛ لكن بوِسعنا مشاركته في الصنف عينه من الآلام التي عاناها بوصفه إنسانًا. نستطيع أن نشاركه في رفضه وفي عاره، وبإمكاننا أن نقبل في أجسادنا الجروح والندوب التي ما يزال غير المؤمنين يرغبون في إنزالها به هو. وإن كان باستطاعة الولد من أولاد الله أن يبتهج الآن في وسط الألم، فكم بالحري سيزداد ابتهاجه وفرحه لدى استعلان مجد المسيح. فعندما يرجع المُخلِّص إلى الأرض بصفته الأسد الخارج من سبط يهوذا، سوف يُستعلَن بوصفه ابن الله القادر على كل شيء. إن الذين يتألمون الآن لأجله، سوف يُكرَّمون حينئذٍ معه، ولذلك «كما اشتركتم في آلام المسيح، افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجدِهِ أيضًا مُبتهجين» ( 1بط 3: 13 ).

إن المسيحيين الأوَّلين ابتهجوا «لأنهم حُسِبوا مُستأهلين أن يُهانوا من أجل اسمِهِ» ( أع 5: 41 ). وهكذا يجب أن يكون عليه حال كل مسيحي عنده الامتياز بأن يُعاني الألم من أجل المسيح. إن تألُّمًا كهذا هو دليل حقيقي على أن «روح المجد والله يحلُّ عليهِ» ( 1بط 4: 14 )؛ إنه الروح القدس هو الذي يحل على المسيحيين المضطهَدين، كما حلَّت قديمًا سحابة المجد على خيمة الاجتماع، مُعلنةً بذلك حضور الله. ونحن نعلم أن الروح القدس يسكن داخل كل ولد حقيقي من أولاد الله، لكنه يحِّل بشكلٍ خاص على أولئك الذين يتكرَّسون بالتمام لقضية المسيح. هؤلاء يعرفون حضور الله وقدرته، كما لم يشهده الآخرون. إن الرب يسوع نفسه الذي يُجدِّف عليه المُضطهِدون، يُمجِّده قدِّيسوه المتألمون «أما من جهتهم فيُجدَّف عليهِ، وأما من جهتكم فيُمجَّد» ( 1بط 4: 14 ).

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net