الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 23 يوليو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العزَّة لله
مَرَّةً وَاحِدَةً تَكَلَّمَ الرَّبُّ، وَهَاتَيْنِ الاِثْنَتَيْنِ سَمِعْتُ: أَنَّ الْعِزَّةَ (القوة) للهِ ( مزمور 62: 11 )
لا يُمكننا أن نتحلَّى بمفهوم سليم عن الله إلا إن رأيناه كُلِّي القوة، كما أنه كُلّي الحكمة. مَن لا يقدر أن يُنَفِّذ إرادته، ويُتمم كل مسرَّته، لا يمكن أن يكون هو الله. كما أن لله إرادة أن يُقرِّر ما يراه خيرًا، فله أيضًا قوة لتنفيذ إرادته.

قوة الله هي تلك الإمكانية والقدرة التي يمكنه بها أن يُحقق كل ما يُريده، كل ما توجهه حكمته اللا محدودة، وكل ما تُقرِّره الطهارة اللا محدودة لإرادته. وكما أن القداسة هي جمال كل صفات الله، فكذلك القوة هي ما تعطي الحياة والفاعلية لكل كمالات الطبيعة الإلهية. ستُصبح المشورات الأبدية باطلة إن لم تتدخل القوة لتنفيذها. بدون القوة تُصبح رحمة الله مُجرَّد شفقة ضعيفة، ووعوده صوتًا فارغًا، وتهديداته مُجرَّد فزاعة (خيال مآتة). قوة الله مثله: لا محدودة، أبدية، تفوق الإدراك؛ لا يمكن أن يتحقق منها المخلوق، أو يضع لها حدًّا، أو يعوقها.

«مرة واحدة تكلَّم الرب، وهاتين الاثنتين سمعت: أن العزة (القوة) لله» ( مز 62: 11 ). «مرة واحدة تكلَّم الرب»: لا نحتاج شيئًا آخر. «السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول» ( مت 24: 35 ). «مرة واحدة تكلَّم الرب»: كم يليق هذا ببهائه الإلهي! قد نتكلَّم نحن الفَانون، لكن لا يسمعنا أحد، وهو لا يتكلَّم إلا مرةً واحدة، فيُسمَع رعدُ قوَّته على آلاف التلال «أرعَدَ الرب من السماوات، والعلي أعطى صوتَهُ ... فظهرت أعماق المياه، وانكشفت أُسُس المسكونة من زجرِكَ يا رب، من نسمة ريح أنفك» ( مز 18: 13 -15).

«مرة واحدة تكلَّم الربُّ»: انظروا سلطانه الذي لا يتغيَّر «لأنه مَن في السماء يُعادل الرب؟» ( مز 89: 6 ). «هو يفعل كما يشاء في جُند السماء وسكان الأرض، ولا يوجد مَن يمنع يدَهُ أو يقول له: ماذا تفعل؟» ( دا 4: 35 ). ظهر هذا جليًّا حين تجسَّد ابن الله وحلَّ بين الناس. قال للأبرص: «أُريد، فاطهُرْ! وللوقت طَهُر برصُهُ». وقال لمَن رقد في القبر أربعة أيام: «لعازر، هلُمَّ خارجًا! فخرج الميت». أسكت الرياح العاصفة والأمواج بكلمة منه. لم تقدر فِرقة كاملة من الشياطين أن تُقاوم أمر سلطانه.

«العِزَّةَ (القوة) لله»، ولله وحده. لا يوجد مخلوق في الكون كله لديه ذَرَّة من القوة إلا ما أعطاه الله إياها. لكن قوة الله ليست مُكتسَبة، ولا تتوقف على أيّ اعتراف من أيّ سلطان آخر. إنها لله من داخله.

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net