الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 25 يوليو 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التعب والإجهاد
آتِيَ عَلَيْهِ وَهُوَ مُتْعَبٌ وَمُرْتَخِي الْيَدَيْنِ فَأُزْعِجُهُ ( 2صموئيل 17: 2 )
ذكر أحدهم أن الذئب أشد ضراوة من الأسد، وذلك للفارق بين طريقتي الانقضاض على الفريسة؛ الأسد ينقَّض على فريسته فورًا وهي في أشد قوتها، وقد تنجح في مصارعتها معه وتنجو من الافتراس. أما الذئب فهو لا يهاجم الفريسة من أول حركة، بل يطاردها كثيرًا، وحين يرى أنها أُصيبت بالإعياء والتعب ينقَّض عليها بسرعة دون أية مقاومة منها، فتكون بذلك لُقمة سائغة له.

هذا عين ما يفعله إبليس مع الخطاة والمؤمنين على حد السواء. ولطالما كثَّف الشيطان - عدو كل بر – هجومه، ورمى بسهامه المُلتهبة وقت التعب والاكتئاب. فالسهم الذي لا يُصيب في وقت الراحة والهدوء، كثيرًا ما ينجح - وقت التعب والإرهاق - في الإصابة بالفشل واليأس والإحباط. ولطالما أخبرنا الكتاب المقدس عمَّا فعله التعب والإعياء ومن ورائهما الشيطان. فعيسو باع بكوريته واحتقرها حين أتى من الحقل وهو قد أعيا قائلاً: «ها أنا ماضٍ إلى الموت فلماذا لي بكُورية؟» ( تك 25: 32 ). وعماليق في حربه مع إسرائيل قطع من المؤخرة كل المُستضعفين «كيف لاقاكَ في الطريق وقطعَ من مؤخَّرك كل المُستضعفين وراءك، وأنت كليلٌ ومُتعَبٌ» ( تث 25: 18 ). وإيليا ذلك البطل العملاق حين استبَّد به التعب والإعياء الجسدي والنفسي، «سارَ في البرية مسيرة يوم، حتى أتى وجلسَ تحت رَتمة وطلبَ الموت لنفسهِ» ( 1مل 19: 4 ). وداود رجل الإيمان حين أعْيَا من مطاردة شاول المستمرة له، التجأ هاربًا إلى أرض الأعداء قائلاً في قلبه: «إني سأهلَك يومًا بيد شاول، فلا شيء خيرٌ لي من أُفلِت إلى أرض الفلسطينيين» ( 1صم 27: 1 ). وأخيتوفل حين أعطى مشورة لأبشالوم ليقضي على داود، كانت مشورته: «دعني أنتخب اثني عشر ألف رجل وأقوم وأسعى وراء داود هذه الليلة، فآتي عليه وهو مُتعَب ومُرتخي اليدين فأُزعجُهُ، فيهرب كل الشعب الذي معه، وأضرب الملك وحدَهُ» ( 2صم 17: 1 - 3).

بسبب هذا أرسل الرسول ابنه تيموثاوس إلى المؤمنين في تسالونيكي لكي يُثبِّتهم ويَعِظهم كي لا يتزعزعوا في ضيقتهم قائلاً: «أرسلنا تيموثاوس .. حتى يُثبِّتكم ويَعظكم لأجل إيمانكم، كي لا يتزعزع أحدٌ في هذه الضيقات .. أرسلتُ لكي أعرف إيمانكم، لعلَّ المُجرِّب يكون قد جرَّبكم، فيصير تعبنا باطلاً» ( 1تس 3: 2 - 5).

لنتحذَّر كثيرًا جدًا أيها الأحباء من أي قرار يُتَّخذ وقت التعب والإعياء، فالأرجح أن هذا القرار لن يكون صوابًا.

شنودة راسم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net